+ A
A -
خالد وليد محمود
كاتب عربي
لنبدأ بأمنية في هذا الشهر الفضيل أن يمر رمضان فوق أوطاننا ناعما كالحرير، يُزال فيه الوباء والبلاء!
لو سألت أي مسلم عن ألف باء قيم رمضان لأجابك بأنه شهر العبادة، والتقوى، والتوبة، وايقاظ الضمائر النائمة، وتنشيط دورة الايمان، وإحياء قيم الخير في نفوس الناس، وهو شهر التسامح وسعة الصدر وصلة الرحم والود والمحبة والشعور مع الفقراء والمحتاجين.. وبأنه مدرسة للثورة على البطن وتحرير النفس من الشهوة وردم الفجوة بين الفقراء والأغنياء، وتدريب على الصبر.
وتأسيسا على ذلك؛ فالأصل أن لا نسمع عن حالات غضب تحت شعار «أنا صائم» وجعل الصيام شماعة يعلق عليها الكثيرون أخطاءهم وعصبيتهم ونرفزتهم غير المبررة!
إنّ بعض السلوكيات بشهر رمضان تعزز من إضعاف قيمه النبيلة، ورغم أنّ «الشياطين تصفد» إلا أن ثمة كثرة للمتزاحمين المنتفعين وتجار ومنتهزي الفرص، ومن هؤلاء الفضائيات التي تتسابق بشكل محموم لبث المسلسلات الأقل حياء، تعطي دروسًا في أصول الانحطاط، تستنفر ساعات لملء أوقات بثها بما لذ وطاب من برامج الفجع وحك شهوة البطون، وتتسابق في برامج لتجار النخاسة لتسويق بضائع فاسدة تستنفر الشهوات وتهدر الوقت بحجة «الترفيه» عن الصائم، مضمونها الترويج للانحلال من خلال تقديم بنات يتلوين كالأفاعي الهجينة، يعرضن مفاتنهن بغنج رخيص ودلال مبتذل.. بالله عليكم ماذا ننتظر من جيل يشاهد مسلسلات في رمضان تروّج للدم والموت والمخدرات؟! وبشكل لا يقل أهمية عما سبق، فإنّ رمضان المنذور للعبادة بات أيضا مخطوفا من قبل «تجار الدين»، و«نجوم الوعظ» وما أكثرهم!
نريد أن يعود رمضان كما نشتهي ونرغب، أقله أن نصوم مطمئنين إلى صحة صيامنا ومواقيته التي تعلنها الدول بعيدا عن «الجكر السياسي»!
وأخيرا رمضان كريم و(ورحمة الله وسعت كل شيء)، فيا أيها الأعزّاء اعلموا أن المغفرة متوفرة بكميات لا تُعدُّ ولا تُحصى، ولا تنتبهوا لوعيد بعض (رجال الدين) حول العقاب والعذاب، الله وحده من يغفر الذنوب جميعا وليس إمام المسجد!
نريد أن يكون شهر الصوم مرآة لكل منّا؛ لكي يرى اعوجاجه ويحاول تعديله.. لا نريد أن تغيب قيم الحب والتسامح والعطف أحد عشر شهرا وتحضر في شهر واحد وكفى!
copy short url   نسخ
13/04/2021
1058