+ A
A -
قبل أشهر من الآن، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي (فيديو كليب)، لمطربة إسرائيلية تُدعى (رحيلا) تُردِّدُ أغنيةً تراثيةً سودانية تحمل اسم (القمر بضوي).
(رحيلا) أجادت في أداء الأغنية بصورة جمالية باهرة. المعلومات التي برزت بعد ذلك، أن المطربة الإسرائيلية ذات صلة وعلاقة بالمنطقة العربية والإفريقية.
قيل إنها ذهبت إلى مصر وعمرها (18) عاماً، وتعلّمت اللغة العربية، وقامت بترديد أغانٍ عربية لكُلٍّ من أم كلثوم ومحمد عبده وراشد الماجد، وعندما كثر الجدل حول أنها إسرائيلية أَمْ أميركية، استضافتها قناة (روتانا)، وحرص المذيع على التأكيد أن ضيفته راحيلا أميركية، ولم يكتفِ بذلك؛ فبعد تقديمها وصلة غنائية باللهجة الخليجية، قام بوضع جواز السفر الخاص براحيلا أمام الكاميرات، ليؤكد للناس أن الفنانة أميركية!
أغنية جديدة برزت هذه الأيام، يُؤدِّيها مطربٌ سياسيٌّ قبيح الصوت، هو الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، على مسرح أربع عواصم إفريقية، وفي معيته (كورس) من ثمانين من رجال الأعمال الإسرائيليين، وبعض الدبلوماسيين الذين ينتمون لإثنية الفلاشا، التي تم ترحيلها في مُستهلِّ الثمانينيات من إثيوبيا إلى تل أبيب، عبر السودان في عملية سرية أُطلق عليها (عملية موسى)!
وتأتي زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للدول الأربع، قبل أيام قليلة من انعقاد القمة الإفريقية في العاصمة الرواندية كيغالي، وسط تصاعد الحديث عن سعي تل أبيب للحصول على عضوية مراقب في الاتحاد الإفريقي.
إسرائيل تقوم بعملية اختراق سياسي ودبلوماسي واقتصادي للمجال الإفريقي، وصفها نتانياهو بالاختراق الاستراتيجي الكبير، مُقدِّماً الخطوة على طبق الوعود البراقة، حيث قال: (جميع البلدان الإفريقية يمكنها الاستفادة من تعزيز التعاون مع إسرائيل).
نتانياهو وأعضاء وفده أجروا مباحثات مع نظرائهم تطرقت إلى المياه والزراعة وا?تصا?ت والسياحة. ووقع الجانبان اتفاقات في مجا?ت العلوم والتكنولوجيا والسياحة.
نتانياهو يستغلُّ مساحة الفراغ الذي خلَّفه الغياب العربي من إفريقيا، خاصة الغياب المصري؛ لذا رجَّح البعض أن يكون الرجل أراد من الزيارة إرسال رسالة على بريد القاهرة، لعناية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بضرورة الانصياع للمطالب القديمة الخاصة بالحصول على مياه النيل، مقابل التوسط لدى أديس أبابا، بخصوص شروط وسنوات ملء خزان السد وخلافه.
من أهم أهداف زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أربع دول إفريقية، تجديد الطلب الذي سبق أن رفضته إفريقيا منذ أكثر من أربعة عقود، بخصوص الحصول على صفة المراقب في منظمة الوحدة الإفريقية آنذاك.
الزيارة مكَّنت نتانياهو من نيل الكثير مما يريد في هذا الجانب، حين أعلن رئيس الوزراء ا?ثيوبي، هايلي ميريام ديسالين، أن ب?ده تدعم انضمام إسرائيل إلى ا?تحاد ا?فريقي، وذلك بعد يومين من إبداء كينيا موقفاً مماث?ً.
وجاءت تصريحات ديسالين خ?ل مؤتمر صحفي مع نظيره ا?سرائيلي، وأضاف ديسالين: «إسرائيل تعمل بجهد كبير في عدد من البلدان ا?فريقية، وليس هناك أي سبب لحرمانها من وضع المراقب»، وتابع: «نريد أن تصبح إسرائيل جزءاً من نظامنا ا?فريقي. لذا سنأخذ موقفاً مبدئياً بجعل إسرائيل جزءاً من اتحادنا».
نتانياهو يدرك أهمية الكتلة التصويتية الإفريقية في المحافل الدولية، والتي تضم «54 دولة»، وبالتالي تستطيع حسم الكثير من الأمور التصويتية في الأمم المتحدة وفروعها.
بصوت المغنية رحيلا، وزيارات رئيس الوزراء الإسرائيلي لإفريقيا، تكون إسرائيل قد انتقلت من مربع الدفاع عن الوجود غير الشرعي والتبرير للعنف لمربع الهجوم وإحراز الأهداف في المرمى العربي الكبير.
بقلم : ضياء الدين بلال
copy short url   نسخ
10/07/2016
1557