+ A
A -
داليا الحديدي
كاتبة مصرية
تتسع الروح بالوفاق، متى ضيقت الخناق بالعناق، وقد تَتضخم أنهار سمنة الجسد من نبع سوء التغذية العاطفية للروح. ولتعلم أن المرارات لا تنبت سوى في براري المظالم، فيما تُحسم المهاترات بسكين الإقصاء. أما الحب فيُحرث في مروج الاهتمام، فيما تهزم الكراهية بساحة الغفران.. ولتنتبه من ضجيج رفقة المنافق، فهو يشوش انتباهك عن صمت الخدن الحق.. وتستطيع التيقن من قيمة معزتك إن لم يُزايد أحدهم على تعويم عملة محبتك بمصارف المفاضلة وبورصة الخيارات.
فمن نكد الدهر تسرمد الشقاء بالإصرار على التنقيب عن لآلئ المحبة بمناجم أفئدة القساة واحتراق التضحية بنيران جحيم النُكران، وارتواء الصمود من دماء الشهداء في ساحات النصر!
ويبقى خيال الوجد حارساً يحمي المضاجع من واقع وصال لا يدوم.
ثم يلد الصباح أملا متفجراً من حمم براكين الألم!.
كذلك، ثق أن النجاح يثمر في رياض الإصرار، والفشل لا يزرع سوى في حقول الاستسلام. ولا تنس أن شتلات الخيانة تلقح من رياح الاختلاط، وأن الضغائن تُسمد ببذور التعالي عن المصالحة، فيما تُروي الفضيلة بسقيا الصدق، بينما تُخَصَّب الرذيلة ببويضة المجاهرة.
ولتعلم أنه لا يُلَوث آبار الثقة سوى قطرات إفشاء الأسرار، فصُروح العشق تُطيح بها أول قذفة من أرجوحة الشك.. ولا تَبُور النعم سوى بعيد تجريف النفس من الحمد والعرفان، بينما لا يطرح الرضا سوى غلّات الصحة، عدا أن شتلات القناعة تسمد ثمار الراحة.
..
وضع في ذهنك أن الموهبة تَزدهر في ربوع الممارسة.. كذلك، تحلب الخبرات من ضرع سهام الأقارب.. وتثمر دوحة الكرامة من غَرس نبتة الإباء، فيما ترمم النفس بأحجار عثرات دروب الحياة.
وغالبا ما تَشتعل الثورات في غابات الفوارق الاجتماعية، كما تَحصد الأبدان الثأر من غرس غَصّات النفوس.
بالمثل، تَختبئ أحقاد الدجى بحلو الكلام، إلى أن تسفر شمس التصرفات عن سوء الأفعال.
ولتحذر من ستائر المجاملات، فهي تُطيل النُعاس وتؤجل اليقظة، بينما تزيح المواقف والمكائد شراشف الغفلة.. ولا يحي اعتذار العواصف، الأغصان المقتلعة.
وحري بك أن توقن أن الأماني الباسقات تُحصد من غرس فُدن الصبر، كما أن وميض التفوق يَلوح من شُعاع شمس الإتقان الطويل، ولا تسبح زوارق النجاة من العبودية سوى في محيط الاستقلالية المادية.
..
وإني لشاهدة على مولد الإبداع عقب عقد قران العلم على عروسه الفن بقاعة الحرية.. كذلك أشهد أن أجنة الإبتكارات تتمخض من رحم الاحتياجات الأم.. كما أن ثمار القلم تُورق من هجين تلاقح الأفكار...
..
ينمو عشب الحنين بين مفاصل الذاكرة، حتى يكسر ضلوع خاصرة حاضرك، وبينما تَتَنزه الذاكرة بين أروقة مراتع الطفولة، تبتلع رياح النسيان الكثير من ضيع الأشجان.. وبنهاية المطاف ترسو مشاوير العمر على أديم شاطئ المقابر.
..
رعشة القلب تزلزل كيان المحب، بمقدار 9 درجات على مقياس عشقك..
فوحده العاشق قادر على فتح قفص صدره وأطلاق الحمام لعنان السلام، فيعيش بمدينة ما عاثت فيها الضغائن.
ووحده العاشق يعري أسنانه كل صباح ليمنح من يحب رشفة من عصير ابتسامة وده.
ووحده العاشق يعبر لمعشوقه بعبارة تعبر من فكره لفكره، فيفتح شراع عقله لتسبح سفن الحب بأمان.
ووحده العاشق يوقظ الغيمات لو تأهت أمطار الكوانين ليوجه رياح العطف لتصلح شقاق القلوب.
..
الحق الحق أقول لكم.. صدقة خبيئة عتمة الليل، تفوق عطايا أنوار شمس الصباح السافرة.. والطَرق على ديار الأيتام يفتح قصور جنان الرحمن.
وختاماً، لا يغيث الضال في غمار بيداء الحياة، سوى شهد الأمطار من دموع سجدته.
copy short url   نسخ
20/03/2021
1529