+ A
A -
يعقوب العبيدلي
الاختلاف قد يكون دافعا للتباعد والتباغض والتخاصم وقطع العلاقات، وتخضيب القلب بالسواد على الآخر سواء أقارب أم أحبة، أعمق الخصومات ما كان بين الأزواج والأقارب والزملاء في العمل، إن العداء والخصومة تعد منقصة وسوء خلق، وسوء سلوك، والفجور في الخصومة قديم قدم الإنسانية ولدى الناس، ونحن نشاهد بصفة يومية مثل هذه الصراعات والصدامات بين الزميل وزميله في العمل والناس عامة، والتي تجعلهم يدخلون في مدارات شائكة ومخيفة تمزق العلاقة، وتفتت الزمالة والصداقة والمحبة، وتزرع البغضاء والرغبة في الانتقام والمضرة بهم، وكثيرا ما يقع قطع الأرحام والأرزاق بسبب هذه الصدامات ! والأغرب هنا أن يفجر الشخص في خصومة مع من كان صاحب فضل عليه، أو شخص سانده في مواقف كثيرة، إن المغالاة في الصدام، والاحتكار، والتنافس في العمل والوصول لمرحلة المنافسة البغيضة التي تندس فيها المكائد وتنحسر الفوائد، فيحدث التنافر والتناحر والكراهية والبغضاء وتتعالى الأصوات، وتبدأ الخصومة وترتفع حدتها مع الوقت، من صفات المنافقين «وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ» والفجور هو: الميل عن الحق، والبعض إذا خاصم أحداً فعل كل السبل غير المشروعة، واحتال حتى يضر خصمه، احذروا البخيل والحسود - كما يقول البعض -، فإذا تمكنا بخلا وأضرا غيرهما، ولو تفكر هؤلاء - هداهم الله
إلى الحق - بالدنيا لوجدوا أنها لا تساوي شيئاً، وأنها رحلة قصيرة ستنتهي، لا محالة إلى خلود بالجنة أو بالنار، حينها سيعرفون متأخرين أنهم لم يقدموا شيئا لآخرتهم، ولم يسعدوا بحياتهم في الحياة الدنيا، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
04/03/2021
2608