+ A
A -
تحقيق - آمنة العبيدلي
تبذل الدولة قصارى جهدها من أجل الحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين وحمايتهم من فيروس كورونا، فمنذ البداية وفرت مستشفيات العزل والأدوية وبدأت حملة التطعيم باللقاح، لكن يبقى على المواطنين والمقيمين أن يتحملوا أيضا مسؤولياتهم في الحفاظ على أنفسهم، ليظل الفيروس تحت السيطرة إلى أن تنتهي هذه الجائحة بإذن الله، لأن إهمال الناس من الممكن أن تضيع بسببه جهود الدولة والأموال التي تنفق في سبيل توفير اللقاح والأدوية وتجهيز المستشفيات.. وبينما وفرت الدولة كل وسائل الحماية لم تتأخر عن بث برامج التوعية والتثقيف الصحي حتى يكون المجتمع على وعي بكامل مسؤوليته، الوطن استطلعت آراء عدد من المواطنين للوقوف على مدى الوعي المجتمعي في ظل هذه الظروف التي يشهد العالم فيها الموجة الثانية من الوباء، وأكد الجميع ضرورة الحرص على الإجراءات الاحترازية وعدم التهاون في تطبيقها، حفاظا على صحتنا جميعا، وأن كل شخص عليه أن يبدأ بنفسه ويوعي من حوله، مؤكدين على أن كل شخص مسؤول عن من حوله بل وعن المجتمع كافة.

نبادر ولا ننتظر أن تفرض الحكومة إجراءات
قال الإعلامي محمد البريدي: الناس جميعا أصبحوا يعرفون كيف يطبقون إجراءات الوقاية من أي مرض أو وباء ينتشر، وبالتالي نتمنى منهم أن يبادروا بأنفسهم بتطبيقها دون أن تفرض عليهم من قبل الحكومة، وكثير منهم أصبحوا مقتنعين أن مصلحتهم الشخصية ومصلحة المجتمع هي أن يطبق كل إنسان إجراءات الوقاية والحماية من أي عدوى وليس شرطا من كورونا، ونحن نعترف أن البعض لا يلتزم وبالتالي سوف يكون عرضة للتوقيف من قبل الشرطة التي من مهامها الأساسية الحفاظ على سلامة المجتمع ومن ثم تحويله للمساءلة القانونية.
واستطرد قائلا: الفيروس ظهر منذ أكثر من عام في كل العالم وبالتالي أصبح تعقيم البيوت بالمطهرات يجب أن يكون عادة متبعة كل يوم أو كلما دعت الضرورة، وأصبح الاهتمام بغسيل اليدين أكثر من أي وقت مضى وأصبح من الضروري أن تتواجد الكمامات في كل البيوت باستمرار دون ربط ذلك بوجود وباء خاصة في فصل الشتاء باعتباره الموسم الذي تكثر فيه الإنفلونزا، وأصبح على كل من يصاب بالسعال والكحة أن يلزم نفسه بالحجر المنزلي، وفوق كل هذا نظافة البيئة، فالإنسان أصبح يعطي اهتماما متزايدا لنظافة البيئة المحيطة به والبيئة العامة.

على كل إنسان توعية أهل بيته ومن حوله
‏قال الدكتور سحيم الصيعري: نهيب بالجميع أخذ هذه الأمور الوقائية على محمل الجد، وعدم الاستهانة بها، لأن فيروس كورونا قد تحور في كثير من البلاد وعلينا أن نعي خطورة هذا التحور، فمن يهتم بأمر أولاده وكل أفراد عائلته يوصيهم بالالتزام بإجراءات الحماية على أن يكون هو القدوة الحسنة فيبدأ بنفسه، وحتى ينصح الآخرين إن كانوا زملاء له في المكتب أو يقابلهم في المسجد بالالتزام بالإجراءات الاحترازية إذا رأى منهم تهاونا.
‏أيضا لابد من الإشارة إلى أن مَن يخالف التعليمات والإرشادات يعرض نفسه للمساءلة، ويكون عرضة للعقوبة والجهات المختصة لم ولن تقصر في التعامل مع غير الملتزمين، لأن هدفها الأساسي وقاية الناس، ولعلنا نتذكر الحكمة البالغة التي تقول «درهم وقاية خير من قنطار علاج».
‏علينا أن نعي أن من لا يلتزم لا يضر نفسه وأهله فقط ولكن يضر المجتمع بأسره، يضر بالدولة وباقتصادها وبخططها التنموية، ويضر بصحة الآخرين ونسأل الله العفو والعافية في كل أمورنا وندعوه أن يرفع عنا هذا الوباء.

التباعد الاجتماعي أصبح ضرورة
قال الإعلامي حسن الساعي: في زمن الأوبئة لا يعد التباعد الاجتماعي من قبيل الجحود، بل من قبيل مصلحة الأقارب والأصدقاء، وبالتالي أناشد الجميع بالتزام التباعد الاجتماعي، والابتعاد عن الزحام، وارتداء الكمامات، وعدم التواجد طويلا في الأماكن المغلقة التي ليس بها تهوية، ولو أصيب أحد بأية أعراض غير طبيعية -كالزكام أو الرشح على سبيل المثال- عليه أن يعزل نفسه دون أن يواجه لوما من أصدقائه أو أقاربه بأنه ابتعد عنهم.. وأضاف: إن أهم ما نخرج به من دروس نتيجة هذه الحالة التي يعيشها المجتمع سواء في قطر أو المجتمع الدولي هو المحافظة على الصحة العامة وعدم التهاون بشأنها، لنبذل قصارى الجهد كي لا نصاب برشح أو زكام أو إنفلونزا أو سعال، وذلك بالالتزام بالإجراءات الاحترازية والعمل على تقوية جهاز المناعة، فحاليا كل الخوف أن يصاب الفرد برشح أو برد من تلك الحالات الموسمية فيتملكه الوسواس بأنه مصاب بفيروس كورونا، وبسبب هذا الوسواس والقلق التوتر من الممكن أن تنتج أمراض أخرى، فأفضل شيء هو أن يتجنب الفرد الإصابة بالزكام والرشح والسعال، وذلك بعدم مخالطة المصاب، وتقوية جهاز المناعة من خلال تناول الوجبات الكافية التي تحتوي على فيتامين «سي» وفيتامين «د».

التخلي عن العادات التي تنشر العدوى
قالت الإعلامية إيمان الكعبي: أناشد كل مواطن وكل مقيم على أرض قطر بأن يكون إنسانا صالحا محافظا على مجتمعه، لأن مواجهة الأمراض والأوبئة مسؤولية الحكومة والمجتمع على السواء، والإرشادات الوقائية لمكافحة فيروس كورونا إذا ما طبقناها تطبيقا صحيحا سيكون لها المردود الإيجابي في مواجهة هذا الفيروس الذي لا يزال يضرب العالم، ودولتنا بذلت الكثير ولا تزال من أجل إبقاء الفيروس تحت السيطرة، ومن المؤكد للعيان أن الوعي الصحي والرعاية الصحية وتطبيق الارشادات الطبية كعدم التواجد في أماكن الزحام والتباعد الاجتماعي والمحافظة على النظافة الشخصية والعامة، والمحافظة على جمال البيئة وحمايتها من التلوث تنعكس إيجابا على صحة وعافية الإنسان وهي ضرورة حياتية للفرد والمجتمع، وتحد من انتشار الفيروس بل هي الطريق الصحيح للقضاء عليه، لأن القضاء على الفيروسات والأمراض ليس مستحيلا، ولكن بتغيير نمط الحياة والسلوك حيث يمكن القضاء على أي وباء مهما كانت قوة انتشاره.
وأضافت: أناشد الجميع من مواطنين ومقيمين الالتزام بارتداء الكمامات والقفازات والابتعاد عن الزحام والتخلي عن عادات المصافحة بالأيدي والعناق والقبلات في الترحيب وتعقيم البيوت والمكاتب وكلها أمور ميسورة وفي متناول الجميع ولا تكلف شيئا لكن نتائجها عظيمة.

نعاون الدولة في السيطرة على الوباء
قال السيد محمد الكعبي: على الجميع في هذا الظرف الاستثنائي ضرورة الالتزام بالإرشادات والإجراءات الوقائية التي تنادي بها الدولة حتى نساعد في استمرار السيطرة على الفيروس الذي أخذ يتحور وتنبثق عنه سلالات جديدة تضرب مناطق كثيرة حول العالم.
وأضاف: مكتب الاتصال الحكومي والجهات الرسمية المعنية بصحة الإنسان في الدولة ينشرون وسائل الحماية وينادون بارتداء الكمامات والابتعاد عن أماكن الزحام والتباعد الاجتماعي والمحافظة على النظافة الشخصية وتعقيم البيوت والمكاتب، والتخلي عن العناق والقبلات حتى نستطيع حماية أنفسنا من فيروس كورونا أو حتى غيره من الفيروسات، فالإجراءات الوقائية الفاعلة التي تنادي بها الدوائر الحكومية كفيلة بحماية المجتمع من شرور الأمراض، فعندما تصدر توجيهات بعدم التجمعات والتواجد في أماكن الزحام، وتأجيل السفر أو منعه في الوقت الراهن، يجب على الجميع الالتزام، وهذا الالتزام في المقام الأول سلوك حضاري لا يقلل من شأن صاحبه بل بالعكس يرفعه.
كل إنسان عليه واجب المشاركة في حماية نفسه وعائلته والمجتمع، وهذا لا يكلفه شيئا غير الالتزام بالإجراءات التي تنادي بها الحكومة، وإن شاء الله يتعافى العالم قريبا من هذا الفيروس .
copy short url   نسخ
21/02/2021
1589