+ A
A -
يعقوب العبيدلي
جلس ثلة من الزملاء - والثلة الجماعة من الناس بين الثلاث والأربع - يتسامرون ويتحاورون من حيث المثنى والثلاث والرباع، فقال أحدهم مازحاً: شدوا حيلكم، أما أنا على قول الشاعر: «يا صاح دوّر لك عشير يصافيك، وأنا هواية واحد من عربنا، وقام الثاني يردد قول الشاعر: ما يعجز المرء من حيل يدبرها، إن كان في قلبه للحب إقدام، ثم قال ماهي شروطك يا ولد الحلال، فقال: غراء فرعاء مصقول عوارضها، تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل، كأن مشيتها من بيت جارتها، مر السحابة لا ريث ولا عجل، فرد عليه صاحبه بأن شروطه صعبة في زماننا، فاستأسد وقال «حنا ما نلعب ولا نلاعب، أما تجيب عقود لولو وألماس، والا يجي في الراس فاس ومرداس»، ثم تكلم الثالث فقال: أما أنا فأكتفي بزوجتي شريكة عمري وجميلتي وفتاتي وتاج رأسي، كلما غازلت شيبات رأسي في المرآة بأسى، قالت هوّن عليك فالشيب بعيد عنك، لطالما لم يغز الشيب حاجبيك، فلا زلت في ريعان الشباب، زوجتي نقية بهية، لطيفة أبية، صديقة صفية، عابدة تقية، ترفع من معنوياتي، وتجبر بخاطري، قنديل بيتي، وشمعة دربي، سعادتي وابتسامتي، وأسأل الله أن يسعد قلبها، ويدخلني الجنة معها، أنا العبد لله أحب للغير ما أحبه لنفسي، أحب الشعر وأتذوقه، وما ألوم الشاعر عبدالله الحبيتر كاتب كلمات أغنية الفنان الجميل عبدالله الرويشد يا (بو ناصر) التي غناها سنة 89 حين كتب وقال: يا (بو ناصر) واعذاب العين من شي تشوفه، كل ما شافت لها زول عجيب ولعتني، ولعتني في صغير السن ما هي بمعسوفة، ويش أسوي يا (بو ناصر) عيني اللي غربلتني، ولعتني في غزال ما حلا قصة زلوفه، يوم شفته يا (بو ناصر) في مكاني حيرتني، لو تشوفه يا (بو ناصر) ما تعداه وتطوفه، جان تشكي مثل ما شكي من عيون صوبتني، ليت ما شفته ولا قلبي غدت فيه الحسوفة، قبل أشوفه مستريح يوم شفته دودهتني، يوم قفا جن عيني من سبايبه مخطوفة، تزعج العبرات عيني في منامي كدرتني، ما أجمل الحديث، وما أجمل الشعر، ما أجمل الحب والشعر الجميل، أوصيكم ثم أوصيكم ثم أوصيكم، حبوا أهلكم، واعتنوا بزوجاتكم، وأسعدوا أنفسكم، وعيشوا لحظاتكم بالأمل والتفاؤل والأنس والفرح والرضا والقناعة، وغضوا طرفكم، واسألوا الله العفو والعافية، وأن يؤتيكم في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، ويمتعكم بأبصاركم وأسماعكم وقوتكم ويعطيكم من فضله العظيم، ورحم الله قارئاً قال آمين، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
01/12/2020
2799