+ A
A -
لم اعد قريبا من الشيخ كما كنت في السابق، لم يعد يطلبني لمرافقته، لم يعد يشعر بي كما كان في السابق كلُ ما علي ان أقبض معاشي الشهري، لم اعد احصل منه على عطايا أخرى، لاحظت تغيرا في اهتمامه وسلوكه معي ومع بعض أقراني حينما انضم إلى جوقتنا فداوي من نوع آخر يفهم في البورصة، ويعرف في التجارة ويقرأ التقارير والاحصائيات، هو احسن حالا ماديا منا، لكنه يحمل نفس العقلية التي ترى أن القرب من الشيخ قربُ من الدنيا وخيراتها، كل إمكانياتنا أنا وأقراني هي في الاستجابة لطلبات الشيخ، سياقة السيارة، توصيل الطلبات والاولاد، قضاء حاجيات القصر، بينما الفداوي الجديد ينكب معه على أوراق ووصولات ورسومات، لاندرك كنهها، يطلبه حثيثا ودائما ويقعده إلى جانبه، فداويتنا السابقه تغيرت شروطها عندما كان الشيخ يقضي كل أوقاته في القنص والتخييم في الشتاء وفي المجلس، أصبح الآن أكثر انغماسا في مجال «البزنس» إلهي من قاده إلى هذه الفكرة التي ستقضي على مستقبلي ومستقبل أقراني، هذا التغير لست أنا وأقراني مهيئين له بالدرجة التي نحتفظ معها ومكانتنا، سمعت حديثا مخيفا بأن الشيخ قد يستغني عن خدماتنا بتطوير مجلسه وإدارته بإيجاد طاقم فندقي يلبس الزي الموحد وإن الاصلح منا سيبقى سائقا لاغير في أحسن الظروف، خاصة أن الشيخ سيترك هواية القنص نهائيا فهي لم تعد مجزية وسيركز على اعماله التجارية أكثر. حاولت ان أتقرب من الفداوي«الجديد» واسأله عن كيف يمكنني التأقلم مع الوضع الجديد؟ أجاب: بأنني لم أطور نفسي بالشكل الذي طور معه الشيخ نفسه هو اتجه من الترفيه إلى العمل التجاري، وأنت لم تتطور معه لتمتلك إمكانيات التعامل مع وضعه الجديد سواء دراسة أو خبرة. لذلك هو اليوم لايحتاجك، أنا مثلا أمتلك خبرة تجارية ورثتها من آبائي، الذين عملوا في بدايات التجارة في قطر مع إنكم أحيانا تعايرونني بأصلي ومكان ولادتي ونشأتي، وقد تمكنتم كثيرا من إقصائي بعيدا عن طريق التعامل مع الشيخ ولكنكم لم تحسبوا يوما لتغير ذهنيته واهتمامه، مع مايجتاح العصر من مادية، خاصة بأنه شعر بثقل ما يملك من ثروة فاحتاج لمن يحسن إدارتها أو يعاونه على تحقيق ذلك، ثم أخذني جانبا وأسر لي، هل تعلم ياأخي: أن الشيخ الآن في حاجة لي أكثر من حاجتي إليه؟ إ لى درجة بت أشعر معها بأننا يمكن نتبادل الأدوار في الخفاء دون أن يشعر احد؟ نعم يا أخي لم يعد هناك إملاء مباشر عليَ، هناك تشاور وإصغاء واستجابة لكثير ما أقول، أما أمامكم فأنا أحمل نفس الصفة التي تحملونها وأقوم بنفس الدور الذي تقومون به أمام المجتمع لكن مع اعتبار بأنكم مهيئون للاستجابة لندائه، اذهب، اعمل، نفذ..إلخ، بينما انا أصبح ندائي همسا والاشارة لي غمزا. نعم أنا كنت أمتلك المال ولكن كان ينقصني الجاه، بينما أنتم تمتلكون أسس الجاه ولكن كان ينقصكم المال، فمستقبلنا أنا وأنت في اتجاهين مختلفين أنا أبحث عن الجاه، وأنت تبحث عن المال، إذا لم تستطع تحقيق ذلك فستستبدلك الدائرة المحيطة بآخر غيرك، يدرك المتغيرات التي تحدث في القطب ويتفاعل معها إيجابيا.
عبدالعزيز بن محمد الخاطر
copy short url   نسخ
06/07/2016
1822