+ A
A -
في عام 1926 ذاقت دمشق نكبة على يد المستعمر الفرنسي، وما أكثر ما لقيت دمشق وسوريا كلها على يد المستعمر، ويومها قال أحمد شوقي قصيدته التي مطلعها:
سلامٌ من صَبا بردى أرقُّ
ودمع لا يُكـفـكـَـفُ يا دمشقُ
ومنها البيت الشهير:
ولـلحـريـة الحـمـراءِ بابٌ
بـكـلِّ يـدٍ مُـضــرَّجــة يُـدَقّ
هذه القصيدة تسير على خطى تلك، أو هي متابعة لها. والشام عندي دائماً دمشق، وهي سوريا أيضاً.
حـزيـنُ الروح والأحـزانُ صــدقُ
ودمـعـي لا يُـكـَـفـكـَـفُ يا دمـشـقُ
لـقـد دبَّ المـشــيـبُ بـرأس طـفـلٍ
ورايـاتُ الـمـنـــون لـهُــنَّ خـفــْـقُ
وصـارت نـســـوة كـُـنَّ الـغــواني
وتـيــجـــانُ العـفــاف لـهـُـنَّ حــقُّ 1
إمــــاءً بـيــن أرمــلـــةٍ وثــكـلــى
عـِجـافــاً و«الخـلافـة» تـسـتـَــرِقّ 2
ديــارُ أمـيـَّــة انْـتــُـهِـكـتْ بـِلـيـــلٍ
ولم يُـسـمعْ مـن الأعـراب نُـطـْـقُ
وذا بـردى حـزيـن لـيـس يـجـري
دم الأحـرار في نـبـعـيــه عـُـمـْـقُ 3
شـــآم العـــزِّ تـبـكي ثـقـْــلَ قــيـْـدٍ
وشـــــامٌ أمـُّـنــــا الأولى تــُـعـــَـقُّ
ويَـفـجَـعُ أن تــُدمـَّـرَ أرضُ شـــامٍ
ومـا يُـرضي غـزاةَ الشــامِ حَـرْقُ
شــآم العــزِّ مـطــمــعُ كلِّ عـِـلـْـجٍ
لـيـنــهــب مـا يـشــــاء ولا يــرِقُّ
وطـفـل الـشـام كالـريحـان مـرأى
تــســـيـلُ دمــاؤه ويُـحَــزُّ عُـنــْـقُ
فإن حـسـبوا سـتـرضى الشـام ذُلّا
فـمـبلـَغُ فهْـمِـهـم طــيــشٌ وحُـمْـقُ
فـأيــن الـعُــرْب مـمـّــا فـي شـــآمٍ
أمـا لـلـعُـرب في الأهـوال ســبـقُ؟
أيُـتـرَكُ خالـدٌ في حـمــصَ يـبـكي
ولا يـهــتـــزّ لـلأعــراب عــِــرقُ؟
لجـِلـَّـقَ في رقــاب العُـرْب دَيــْـنٌ
قـديــمٌ في الـحـضــارة مُـسـتـحــقّ
ويـغـمـر فـضلـُهـا شـرقـاً وغـربـاً
وعِــزّ الـعُـــرْب أوّلــُـه دمـشــــقُ
وما لـلـغـرب يـصـمــت لا يـبـالي؟
ألا يـهـتـــزّ لـلغـــارات شــــــرقُ؟
فـكـلـُّـهـُــمُ إذا صــرخــوا كــذوبٌ
سـوى وطـني فـفي الأفعـال صدقُ
فـقـُـومي أمـَّـة الأعـــراب قــُومي
خـمـيـســـاً إن تــوحَّــد لا يُـشــَــقّ 4
وهُـبـّـوا تـنـقــذوا شــام الـمـعــالي
بـنـصـرٍ حاسـمٍ والسـيـفُ صـعْـقُ
1 - الغانية: المرأة الجميلة التي استغنت بحسنها عن الحلي والزينة.
2 - الإماء: الجواري المملوكات، العِجاف: المهزولات، و«الخلافة»: داعش
3 - لبردى نبعان: نبع بردى، ونبع الفيجة الذي يصب في النهر، وتحار أيهما أبرد وأشهى مذاقاً.
4 - الخميس: الجيش العظيم الجرار

بقلم : نزار عابدين
copy short url   نسخ
06/07/2016
1573