+ A
A -
يعقوب العبيدلي
وصلتني من قريب صورة على الواتساب عبارة عن حكمة فيها من العظة والعبرة الشيء الكثير «اعتبروا يا أولي الأبصار» وفيها من الفصاحة والبلاغة غير المنطوقة وغير المسموعة ما فيها، وهل الحكمة إلا ما تصل بك إلى الغاية وتبلغ بك القصد، هذه الحكمة التي تضمنتها الصورة قد تبدو غريبة للبعض لأن البعض لا يؤمن بها وربما تكون سنة متروكة وبدعة مسلوكة، وهي عبارة عن صورة لرجل عتّال (حمّال بالأجرة) يسوق عربة عليها ـ أعزكم الله حمار ـ مكتوب عليها «أكبر دليل على أن الدنيا دوارة والمنصب لا يدوم لأحد».. هذه الصورة أو «العكس» ذكرتني بموقف ذلك الرجل المسن رحمه الله وأسكنه الجنة، الذي دخل على أحد المسؤولين وقال له في وجهه - وقد نفد صبره من طول الانتظار - دخل عليه ورآه يهتز فرحاً وهو على كرسيه الدوار قال له: «إن دام لغيرك ما وصل إليك» نعم، سنة الحياة علمتنا أن الدوام لله وأنها لو دامت لغيرك ما وصلت إليك، البعض حريص على ألا ينسيهم زمانهم وموقعهم الوظيفي أنفسهم وحالهم لأنهم يدركون أن حقيقة الواقع المهني تقول: إن دوام الحال من المحال !! إلا أن هناك أشخاصا ينسون ذلك ويعتقدون أن سلطانهم ونفوذهم باق، وسطوتهم خالدة، وقراراتهم غير الرشيدة لا تقبل الحوار والنقاش، لذلك هم على طول في جدل وعجل، منتفخين وجلين، منتفشين عبر غشاوة الغرور والنفخة الكذابة الواهية !! ، يقول العقلاء «الغرور مقبرة للمواهب وعدو للشهرة وقرين المسؤول اللامسؤول»، أبرز مجال نرى فيه هذه الفئة الضالة مهنياً عبر منظور بعض المواقع والمناصب في بعض الإدارات غير الرشيدة ! فئة تعتقد أنها تمتلك عصا النبي موسى، وخاتم النبي سليمان، إنهم يرفضون ويبعدون كل شيء لا يتوافق مع هواهم أو مع قراراتهم وتعليماتهم ولو جانبها الصواب، هذه النوعية شاطرة فقط في توفير البيئة المناسبة للعقارب والعناكب والزواحف والثعابين البشرية التي تعشق الحقد والحسد ونقل الكلام والحش واللطش والتي تعمل على حفر الحفر وتبليط المقالب !! والفرق بين العقارب الحقيقية والآدمية أن الأولى تختفي من المشهد أيام البرد والشتاء والمكاتب الباردة، أما الثانية فإنها تتلون وتلبس ألف قناع وترتدي لباس الكناري في ظل غياب الضمير الحي والذمة والخوف من الله، ونسأل الله أن يحمينا من العقارب الآدمية لأن الثانية المبيدات الحشرية كفيلة بها، هناك إدارات فيها العجب العجاب !! ظلم وتحيز و«لوية» و«سمردحة» لا إحساس بقيمة العمل، صراعات ومطبات وحيل ومكائد يهودية، وتدليس وتمثيل وادعاءات و«شو» له أول ما له آخر، يا سادة عليكم إدراك أن دوام الحال من المحال قبل أن تجروا «الحمار» اللي في «الجاري» أو «الكاري» كما الصورة التي وصلتني ! إن ما يجنيه المسؤول في حياته الوظيفية هو حسن التعامل مع الناس والمرؤوسين بخلق حسن ورجولة وميثاق شرف، حتى يجني ثمار ذلك عندما يذكره الناس ولو بعد حين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
01/11/2020
1955