+ A
A -
انتهت الايام المباركة، وهل العيد.. وفي العيد نلبس الجديد، وإن تعذر فالنظيف، ونتطيب، ونتبادل التهاني والعفو.
في لبس الجديد أو النظيف، إشارة لطيفة. لكأنما هو اشارة إلى تغيير في جلودنا وما تحت الجلود، وهو التغيير الذي ظللنا عليه شهر كامل- هو لله- بين إمساك عن الشهوتين، وقيام وسجود وركوع ودعاء.
الصيام، غيرنا شهرا من الداخل، ولكأنما نحن في العيد في النظيف والجديد، نحاول ان نقول إننا- فعلا- قد تغيرنا، روحا ونفسا وجسدا. لكأننا بهذا نريد ان نقول ان رمضان قد فعل فينا فعله الطيب الكريم، وأصبحنا جديدين حقا.. ونظيفين حقا، في الداخل والخارج، معا.
من حق رمضان علينا ان نستصحبه، في كل يوم جديد، حتى تكون أيامنا كلها لله.. ومن حق العيد علينا، ان نستصحبه أيضا، في كل يوم جديد، حتى تصير أيامنا كلها أعيادا: طيبة ومباركة، مفعمة بالعفو والتسامح وإفشاء السلام، ليس فقط بيننا وبين الآخرين، وإنما بيننا وبين الأشياء جميعا، وإلى الدرجة التي لو أردنا ان ننقر على (الكيبورد) نقرنا عليه بسلام، وإذا ما أردنا أن نحرك كرسيا أو طاولة، حركناها بسلام!
السلام، هو مراد الله في الأرض.. والشهر الفضيل هو أجمل رياضة للروح لتستقيم على السلام. تدربت أرواحنا لشهر كامل، واستقامت على السلام مع نفسها، والسلام مع الآخرين، فلتستقم في كل الشهور لله، والله يجزي على هذه الاستقامة، المزيد من السلام في الروح، وحين يترسخ السلام في الأرواح يتنزل موعود الله، ويبقى على الأرض السلام.
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
06/07/2016
1433