+ A
A -
لا يمكن إلا إدانة اعتداء «نيس» في فرنسا بأشد العبارات، لكن الإدانات وحدها لم تفلح في أي وقت بإعادة الحياة إلى الضحايا أو حتى التخفيف عن أحبائهم وأصدقائهم، ولذلك فإن ما يحتاجه العالم اليوم هو الحوار والتفاهم بين المجتمعات والأديان بدلاً من الانقسام، من أجل منع تكرار الأعمال الإرهابية مستقبلا.
واحدة من القضايا الأكثر أهمية تكمن في التوصل إلى قواسم مشتركة من شأنها منع التعرض للرموز الدينية وتجريمها، فمن شأن ذلك وضع حد لهذه الأعمال بغض النظر عن طبيعتها ومن يقف وراءها، وإذا كانت جريمة «نيس» المدانة، من فعل مسلم، فإن الكثير من الجرائم المروعة ارتكبها أتباع ديانات أخرى من غير المسلمين.
وطالما الأمر على هذا النحو، فإن التباطؤ في تجريم الإساءات الدينية سوف يبقي الباب مفتوحا أمام ارتكاب المزيد من الجرائم والأعمال الإرهابية، مع ملاحظة أن الكثير من الحركات استغلت الدين كواجهة لأهداف أخرى لاعلاقة لها بالدين.
يحتفل العالم سنويا بأسبوع الوئام العالمي بين الأديان هو حدث سنوي يُحتفل به خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير ابتداء من عام 2011، بعد أن أقّرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 65/‏5 الذي اتخذ في 20 أكتوبر 2010. وأشارت فيه إلى أن التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان يشكلان بعدين هامين من الثقافة العالمية للسلام والوئام بين الأديان، مما يجعل الأسبوع العالمي وسيلة لتعزيز الوئام بين جميع الناس بغض النظر عن ديانتهم.
واعترافاً منها بالحاجة الملحة للحوار بين مختلف الأديان، ولتعزيز التفاهم المتبادل والانسجام والتعاون بين الناس، تُشجّع الجمعية العامة جميع الدول إلى دعم هذا الأسبوع لنشر رسالة الانسجام والوئام من خلال كنائس ومساجد ومعابد العالم وغيرها من أماكن العبادة، على أساس طوعي ووفقا للقناعات والتقاليد الدينية الخاصة بهم.
وفي الواقع، هذه خطوة مهمة، لكن الأهم هو تجريم الإساءة إلى الأديان إذا أردنا فعلا تحقيق الوئام بين أتباع الديانات المختلفة، ومنع جرائم الكراهية بمختلف أنواعها وأشكالها.
copy short url   نسخ
31/10/2020
3261