+ A
A -
جاءني حانقاً غاضباً مستاء من رئيسه في العمل الذي تطاول عليه وانتقص منه أمام زملائه، بكلمات غير مسؤولة، وقال ما قال، قد تواجه مثل هذه العينات المسؤولة غير المسؤولة، قد تواجه المسؤول الضعيف، أو المستبد، أو المتعجرف، أو قليل الخبرة في الإدارة، أو المتحيز أو العنصري أو المنفلت أو العصبي، أو الجاهل، أو الذي اعتاد كسر مجاديف الموظفين، والمسبب لهم إحباطا يوميا بانتقاصه منهم، والقاتل لإنتاجيتهم، قد تواجه مثل هذه العينات، وتتعرض لمواقف محرجة معهم، ولكن الحل ليس في الشكوى، والتفكير بالانتقال، أو التذمر وحرق أعصابك وتعكير مزاجك، وتنغيص يومك، وتسميم بدنك باجترار الموقف والذكريات الأليمة، أقول لك أفضل شيء تفعله هو التجاهل، نعم التجاهل حتى تسلم وتغنم، لا تعط بعض المواقف السيّارة أكبر من حجمها، «لا تجعل من النملة فيل»، و«من الحبة قبة»، ريّح دماغك، أسعد نفسك، بتجاهل بعض المنغصات، وقرقعة المسؤول، وطرقعة لسانه، المواقف اليومية في العمل.. في البيت.. في الحياة جلها لا يستحق التفكير الزائد، واشغال نفسك بها، الذكريات الأليمة ارمها عنك، وكبها في الزبالة، وابتسم، واسأل الله العافية، لا تستأسد وتقف في وجه رئيسك أو مديرك لتقنعه بأخطائه وهرطقاته، فهذا لن يجدي في الموقف الانفعالي نفسه، لا تجعل من نفسك بطلاً تجادل وتناقش مثل هذه العينات، عليك التحلي بالذكاء المهني والتكتيك المرحلي وبالمرونة حتى ينجلي غبار الموقف، لا تبالغ في سخطك، وتجعلها قضية كرامة، وتحمل الموقف أكثر مما يحتمل، الحياة جميلة، عشها بالابتسام، وانس من يسيء إليك، اقلب الورقة، عش حياتك صح، بعيداً عن النكد والهم والغم، اترك عنك صغائر الأمور وسفاسفها، مشاكل العمل واردة، الخلافات متوقعة، التجاوزات محتملة، ولكنها تظل من صغائر الأمور لا تعطها جانباً كبيراً من وقتك، وتشغل أو تشل تفكيرك، لا تهدر وقتك وصحتك ووقتك في مهاترات فارغة، ولا تكن حساساً اكثر من اللازم، كقول الشاعر: «خطرات النسيم تجرح خديه، ولمس الحرير يدمي بنانه»، التجاهل نعمة صار يجهلها الكثير، ولا يعرف التجاهل ويتقنه إلا القليل، ونسأل الله السلامة، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
25/10/2020
2308