+ A
A -
تحقيق - آمنة العبيدلي
التخييم في قطر اتخذ شكلاً من أشكال التراث وضرورة من ضرورات الترفيه عن النفس والاستمتاع بالهواء الطلق والفضاء الواسع والأفق البعيد كل هذا في الأيام والأوقات العادية فما بالنا في وجود جائحة كورونا، وقد زادت أهميته وأصبح أكثر مطلبا خلال الظروف الحالية. وفي الوقت الذي غيرت فيه جائحة كورونا وجه الحياة في كل مكان وأربكت الكثير من الخطط والبرامج المعدة مسبقا ومنعت السفر وقلصت من حجم الأنشطة الاعتيادية، يتطلع المواطنون إلى موسم التخييم باعتباره متنفساً للكبار والصغار بين أحضان الطبيعة وفي رحاب رمال الصحراء وماء البحر وصفاء السماء، يصبو الجميع إلى قضاء وقت في الفضاء المفتوح بعيداً عن روتين العمل اليومي ولكسر الملل نتيجة الحجر في المنازل فترة طويلة، لكن أحيانا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ويظهر فجأة ما يعكر صفو الحياة مثل الرسوم المبالغ فيها مقابل التخييم والتي حددتها وزارة البلدية والبيئة وخلقت حالة من عدم الرضا لدى المخيمين، خاصة أنه لا تتوفر الخدمات الأساسية مثل الصرف والكهرباء والماء.
الوطن استطلعت آراء بعض من أعضاء في المجلس البلدي حول الرسوم التي فرضتها البلدية هذا العام، وأجمع المتحدثون على أن الرسوم بالفعل مرتفعة ولا توازي الخدمات المقدمة، مؤكدين أنهم تواصلوا مع بعض المسؤولين لإعادة النظر فيها.

أؤيد فرض رسوم ولكن رمزية
قال السيد علي الشهواني عضو المجلس البلدي: أنا مع فرض رسوم غير مستردة على المخيمين بشرط أن تكون رسوما رمزية ومعقولة لأي خدمة تقدم، لأن هناك للأسف فلسفة عند المستهلك بأن المجان لا يستحق الاهتمام به.
(فأنا معها وضدها) فليس من المعقول أن ترخص العام الماضي للمواطنين بالمجان، واليوم تفرض عليهم ثلاثة وعشرة آلاف ريال.
ليس من المعقول أن تفرض رسوما بدون أن تقدم أي خدمة.. فلا توصيل مياه ولا كهرباء ولا أي شيء للمخيم، ولكن من جهة أخرى احتلال كافة شواطئ قطر بشاليهات ومخيمات وفنادق يمنع باقي سكان قطر من الاستمتاع برؤية البحر، وهم يعيشون على شبه جزيرة تحيط بها مياه البحر من ثلاث جهات.
وحول الحفاظ على البيئة من قبل المخيمين قال: استهتار البعض بقوانين البيئة يجب أن يقف عند حد، فالمخلفات التي يتركها البعض بعد نهاية موسم التخييم تضر بالبيئة ضررا بالغا، مبلغ عشرة آلاف مبلغ كبير ونحن نريد رسوما منطقية في الأمر، رسوما معقولة.. مقابل خدمات واضحة.

مــبـلـغ التـأمـيـن كــان كــافــيــا
قال السيد جبر السويدي عضو المجلس البلدي إن رسوم التسجيل غير المستردة التي فرضتها البلدية على المخيمين مبالغ فيها جدا، وفضلا عن ذلك فهي للأسف من غير مقابل من الخدمات، فدفع مبلغ 10 آلاف ريال يجب أن يقابله عدد من الخدمات المهمة لتسهل على المخيمين، فهل يعقل من يقومون بالتخييم في سيلين يعتبرون بعيدين عن البحر ومحسوب عليهم أنها تعتبر محمية؟!، وهل هذه المحمية بها نباتات أو حيوانات؟ وإذا كان الجواب لا فكيف ينطبق عليها ذلك؟
من رأيي أن الرسوم مرتفعة من غير أي خدمات تذكر، فقد كان التأمين كافيا وخصوصا هذه الفترة الجميع يريد أن يكون له متنفس بسبب جائحة كورونا التي منعت الكثير من السفر، ونتمنى ان يتم إعادة النظر في هذه الرسوم أو إلغاؤها.

هذا العام يفترض أن يكون مجانا
قال السيد مبارك فريش عضو المجلس البلدي: من المفروض أن يكون التخييم هذا العام مجانا بدون رسوم، كي نعوض الناس عن الفترة التي اشتدت فيها جائحة كورونا وألزمتهم البيوت، وكنا نظن أن الأمر هكذا، لكن فجأة وجدنا العكس تماما، فرض رسوم ضيعت فرحة الموسم وجلبت الإحباط للكبار والصغار على السواء، ونحن في انتظار إعادة النظر في هذه المبالغ الكبيرة كرسوم، نتمنى إلغاء هذه الرسوم نهائيا.
وفي نفس الوقت نطالب المخيمين بضرورة الحفاظ على البيئة فهي ملك للجميع، ولا يجوز الاعتداء عليها بترك المخلفات التي تشوه المنظر الجمالي لدولتنا الحبيبة.

قمنا بزيارة بعض المسؤولين
قال السيد بدر الرميحي، عضو المجلس البلدي: نتمنى أن يكون هذا الموسم آمنا وجميلا، ولكن دفع مبلغ 10 آلاف ريال لابد أن يقابله خدمات تسهل على المخيّمين الاستمتاع بالموسم، وهذا الأمر أخذ حقه من النقاش بين الجميع فيما يتعلق بما سوف يقدم مقابل هذا المبلغ، هل سوف يتم تجهيز المخيم بحفر للصرف الصحي، أو يتم عمل التوصيلات الكهربائية، وتركيب الأسوار والإنارة، وإزالتها في نهاية الموسم وغيرها الكثير.
وأضاف: نحن في المجلس البلدي قمنا بزيارة بعض المسؤولين وبعثنا لهم خطابات تحسبا من أن تمنع الظروف زيارتنا لهم مباشرة بسبب جائحة كورونا، لكن سوف يتم التواصل مرة أخرى معهم لإعادة النظر في هذه الرسوم، وأيضا في الأماكن خصوصا التي تبعد عن البحر وليس بشكل مباشر وتبعد 4 كيلو، أما بالنسبة لأهمية التخييم فهو متنفس للجميع ومطلوب.
copy short url   نسخ
18/10/2020
2488