+ A
A -
لعله يوم العيد هذا الذي تنشر فيه المقالة ولعله آخر يوم في رمضان لم نعرف بعد لكنه على كل حال يوم نودع فيه هذا الشهر بحزن كفقد الحبيب، يدغدغ العيد فينا الرغبة في الفرح مجددا، رغم ما يتجدد علينا كل يوم من أحداث صادمة.
بتوقيعٍ داعشي بغيض مر رمضان هذا علينا، من تفجير إلى جريمة، ومن فاجعة إلى اخرى ولعل العيد يأتي بجديد.
والدم يأتي بدم، يقتل الدواعش، ويقتل من يدعون أنهم يقاتلون الدواعش وغالب الضحايا ابرياء من تلك الأم التي قتلها أبناؤها الدواعش، إلى تفجيرات حدثت في مدن عدة، إلى المدن التي أحرقت ليل نهار بحجة قتل الدواعش الذين غدوا ككابوس يخيم على أمتنا بهم نقتل، وبحجتهم نقتل.
لا شك ان الصدمة بهؤلاء في مجتمعاتنا الخليجية المسالمة بالذات كبيرة كوننا لم نعتد هذه القسوة، وهذا الاضطراب المريع الذي وظفه خفافيش الظلام لتنفيذ هذه المخططات الآثمة لضرب مجتمعاتنا المتماسكة في ثوابتها، وزعزعة الاستقرار والأمان في اكثر مناطق العالم استقرارا، وأمانا.
خروج هؤلاء من بيننا يدل على اختراق أو خرق مخيف في مجتمعاتنا له اسباب عدة مللنا من تكرارها، كالتربية الخاطئة، والتفكك الأسري وغيرهم في ظل العولمة، وثورة شبكات التواصل. لكن الواجب الآن أن يتم دراستها بجدية، وفهمها بعمق ثم وضع خطط وخطط بديلة لمعالجتها، وإعادة التوازن، والاستقرار خاصة لهذه الأجيال المقبلة التي حملت بصمات متعددة، وتشتت ما بين التغريب، والدفاع عن الهوية الحقيقية، وما تشهده من عالم متناحر ظالم، جيل يعيش في بحور من المعلومات، والتواصل المنفتح بلا حدود، جيلٌ أصبحنا نخافه. ربما تحول الكثير منه إلى قنابل موقوتة أن واصلنا عدم فهمه، وعدم فهم حاجاته، وطبيعته المختلفة عنا نحن جيل الطيبين فالعالم تغير من حولنا، وفقدنا كل مذاق ذلك الزمن الجميل بنقائه، وبساطته. وأصبح من العبث مواجهة هذه الاضطرابات التي تحدث في هذا الجيل بهذه الجهود المتواضعة التي تقوم بها حكومتنا. فقد أصبحنا في حاجة ماسة للمجهود، والوعي الشعبي، الجماعي والفردي. وعي الوالدين بحجم التباعد الذي حدث بين هذين الجيلين، وأدى إلى ما يشبه الصراع، والتحدي فيما بينهم. ووعي الأبناء أيضا بذلك لإنهاء ذلك الصراع المتنامي بين جيل يسعى لكسر إرادة الثاني، وجيل يسعى لفرض إرادته.
من الطرق المؤثرة توظيف النماذج الإعلامية الشبابية الصالحة والمشهورة اليوم للتأثير في هذا الجيل الذي ما عاد يتقبل التوجيه اللفظي فقط كما تقبلناه سابقا بضبابية، وصارعنا لفهمه. بقدر تقبله للنماذج الحقيقية الملهمة، والمحركة التي تمنح التوجيه المباشر السريع الذي لا يستلزم هدر الكثير من الوقت لاستيعابه في زمن السرعة، وطوفان وسائل التواصل الاجتماعي.
كل عام وأنتم بخير
عيدكم مبارك.
بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
05/07/2016
1754