+ A
A -
جاء في الحديث: أن رسول الله ? قال: إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون: نعم، فيقول: فماذا قال عبدي ؟ فيقولون: حمدك، واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسموه: بيت الحمد، رواه الترمذي.
ولد العبد، الولد يطلق على: الذكر والأنثى، فالذكر يقال له: ابن، والأنثى يقال لها: بنت، فهذا الحديث يصدق على: ما إذا مات له بنت، أو مات له ذكر، وكذلك أيضًا: هنا لم يحدد ذلك في حال الصغر، ما قال: صغير، أو دون البلوغ، وإنما قال: إذا مات ولد العبد، فهذا يعني: أنه ولو كان كبيرًا، أو صغيرًا، فيصدق عليه هذا الحديث.
مقام عظيم من مقامات العبد في حال المصيبة والشدة، والصبر على أقدار الله المؤلمة، وما يوفق إليه كل أحد، فالله يقول: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ (التغابن:11)، وأقوال المفسرين فيها معروفة، أن الله يهدي قلبه، يعلم أنها من عند الله، فيرضى، ويسلم، والله القائل: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة: 155-157)، إن الصبر والموت في حال التنظير والكلام سهل، ولكن إذا وقع قد تطيش عند البعض العقول والقلوب، ولا يتمالك الإنسان نفسه حال المصيبة، فينسى هذه الأمور، ولهذا فرق شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - بين العزم على الصبر وبين الصبر، (وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) (آل عمران:143)، ففرق بين أن يكون الإنسان عازمًا على الصبر، وبين الصبر، فالإنسان قد يكون عازما على الصبر، ويقول: لو مات لي ميت، لو حصل لي مرض خطير، أو حصل لأحد من أحبتي، أو نحو ذلك سأصبر، وأحتسب، ولا أكون جزعًا، مثل: فلان، ولكن إذا وقع المحظور، فقد ينزل به من الجزع أعظم مما شاهده، ورآه، واستنكره من غيره، فهذا يحتاج فيه العبد إلى رحمة الله ولطفه، ولا يكون ذلك إلا لأهل الثبات واليقين، ونسأل الله أن يثبتنا بالقول الثابت، في الحياة الدنيا
وفي الآخرة، لأن الجزع والصراخ والعويل لن يرد لنا الميت، وما حل به من قضاء الله،، إذاً الحل بالصبر، وإنما الصبر عند الصدمة الأولى، وقد جاء في حديث أبي هريرة: أن
رسول الله ? قال: يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من
أهل الدنيا - يعني ولده -، ثم احتسبه، إلا الجنة، ثم احتسبه، يعني: رجا ثوابه عند الله، ولم يجزع، ولم يعترض على أقدار الله -تبارك وتعالى، فهنيئاً لإخواننا فضل الله ومحبته لهم، ومن خلال هذه المساحة الصحفية أتقدم بأحر التعازي والمواساة لأخي وصديقي وزميلي الأستاذ الحقوقي والإعلامي القدير / علي بن عبدالله الهاجري / في وفاة ابنه، ثمرة فؤاده، وقرة عينه، تغمد الفقيد بواسع رحمته وألهم ذويه الصبر والسلوان، وجبر مصابهم، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
28/09/2020
3893