+ A
A -
لا تجديد. عيد مثل الذي مضى: لا فرحة.. كيف تكون الفرحة، والقتل بالسكاكين الطوال والسواطير والرصاص، هو ذات القتل،.. والملايين فرار.. فرار من الموت طلبا للحياة، ولا حياة، وإن كانت، كان أشرف منها الموت.
هذا العالم، يتردى في كل يوم جديد، إنسانيا وأخلاقيا.
هذا زمان موت الرحمة في القلوب.. وموت القيم، وموت التعاليم الشريفة.
أُهلك سعيد.
انظر إلى الشاشة الصغيرة، انظر إلى هاتفك الذكي، صورته مرعبة، وهو قد تضرج بالدم.. وتخثر عن يمينه وعن شماله الدم..
هذا العالم، رائحته، رائحة الدم المتجلط..
انظر إلى سعد، يتخبّطه صراخ من يصرخ: أنج سعد.. انج، فقد أهلك سعيد. انظر إليه في فراره المرعوب، المدى أمامه يم يتلاطم، ومفازات، وأسلاك شائكة عالية، وحراس حدود، ودول ترفع لافتات عدم الترحيب، ودول تغلق أبوابها ونوافذها، ودول تفر بجلدها من الملايين، طلاب المروءة!
لا مروءة في هذا العالم.
المروءة عنقاء أخرى!
انظر إلى نفسك، في هذه اللحظة: كيف ياصاح سولت لك نفسك ان تشتري لباسا جديدا لطفلك، والملايين من أطفال العالم، ينهشهم البرد نهشا، وهم بلا ملابس.. والبطاطين، مجرد أنجم، كانت أقرب.
كيف تملأ بطنك، وتتجشأ، والملايين قد برزت ضلوعها، والتصقت بطونها بظهورها، والرغيف.. رغيفها، هو في حلمها، في استدارة بدر في تمامه؟
أين التمام، وحتى أهل التمام يافندم، لم يعد يعرفون أن يلقوا التمام، بكل تلك الرجولة والانضباط، وهم انفسهم قد استحالوا إلى أهداف تفجيرية، بالناسفات نسفا، والاحزمة الشيطانية.
لا تحدثني، مرة أخرى عن المروءة،
ولا تحدثني عن الأمن،
ولا عن السلام.
لا.. لا تحدثني..
إن أنت مصر، أن تفتح فمك فاصرخ ياصاح.. اصرخ، لتتعلم كيف يكون لصرختك المقبلة دوي هائل، وصدى، سرعان مايتبدّد في اسماع هذا العالم الأصم!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
05/07/2016
1722