+ A
A -
لا أطرح أسـئلة تبحث عن أجوبة. قد أعرف الأجوبة، وقد لا أعـرفها، ولكنني لا أنتظر من أحد أن يجيب عن أسـئلتي، لاسـيما إذا كان «محللاً اسـتراتيجياً» من الذيـن اخـترعهـم التلفـزيون، وفـتح لهم «أبواب رزق»
ما الذي في المرأة لم يجعلوه عورة؟ وجهها، شعرها، حتى وصل الأمر إلى أن يقولوا إن عـينيها «فـتـنة وعورة» ولذلك تجد من يغطين عيونهن بـ «نظارات» قاتمة، وقال بعضهم إن صوتهـا عورة، ونسوا قوله تعالى في سورة المجادلة «قد سمعَ الله قولَ التي تجادلـُك في زوجها وتشتكي إلى الله، والله يسمعُ تحاورَكما، إن الله سميع بصير». كيف كانت تحاور رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وزادوا فقالوا إن مشـيتها فتنة، وضحكتها تشـعل الرغـبات، ألا يدل هذا على أن الرجال ضعاف العقل والإيمان؟ وكأن الرجل كتلة من الغرائز البهيميـة لا تحتاج إلا لما يفجرها، ألا تثقون بأن للرجل من إيمانه وعقله ما يردعه؟ قال لي محمد الغزالي رحمه الله: اُمِرنا بغض البصر، فعن أي شيء سأغض بصري؟
لماذا قـد يسـجن العربي بسـبب مقال كتـبه، أو رأي قالـه، أو خاطرة أو قصة حمّلها رأيه، أو قـصيدة أرّقـته أبياتهـا، ولا يقـترب أحد من الذين يـنشـرون الـفـوضى في المجتـمع بفـتاواهم العجيبة المتخلـفة المتناقضة، ولا الذين يروجون الانحلال عبر قـنوات تلفزيونية بالعشـرات وبالمئات؟ هـل هـذه حرية رأي وتعبـير وتلك عـدوان وخطر اجتماعي وقومي؟
لماذا يقـول السياسيـون في السـر ما لا يقـولونه في العلـن؟ ولماذا تخالف أفعالهـم أقوالهم؟ لماذا كانوا يؤيدون «داعش» في الـليل ويحـرضون على قـتالها في النهار ومنهم مسلمون؟ وإذا كانوا مسـلمين حقاً كيف ينسون قوله عز وجل «يا أيها الذين آمنوا لمَ تـقولون ما لا تفعلون؟ كـبُرَ مقـْتاً عند الـلـه أن تـقولوا ما لا تفعلون»؟
هـل «داعـش» فئـة إسـلامية؟ هـل هـم فئة ضالة يمكـن أن ترعـوي بالحـوار والتوعـية؟ أم هـم نتـاج مؤامـرات خارجـية؟ هل قهْـرُ المواطـن العـربي وفـقـره والاسـتبداد الذي يطحنـه سـبب للالـتحـاق بداعـش؟ وماذا عن البريطاني أو الفرنسي أو الأسـترالي؟ هل الولايات المتحدة والحلـفاء جادون في القضـاء عـلى داعـش؟ أم هي قـرصة أذن كما سـماها أحدهم؟ وهل انتهت داعش؟ لماذا وجود القوات في العراق وسورية؟
يصر بعضنا على تكفير غير المسلمين، ولكنه يتكل على هؤلاء «الكفار» في أمور حياته كلها، هؤلاء الكفار يتحكمون بكل شيء، حتى بغذائنا ودوائنا، فكيف نوفق بين هذا وذاك؟
نزار عابدين
كاتب سوري
www.nizarabdeen.com
copy short url   نسخ
21/09/2020
3369