+ A
A -
نــزار عــابــديــن
كاتب سوري
من تقاليد جائزة الأوسكار الجيدة جائزة أفضل ممثل وممثلة مساعدين، وكثيراً ما قامت الشركات الكبرى بإنتاج أفلام صنعت خصيصاً لكبار السن من النجوم.
في 16 / 9 / 1894 ولد هذا الفنان الذي كان مكتشف نجوم ومعلم أجيال من الفنانين وكاتب سيناريو وممثلاً وشاعراً، ويكفيه أن كتابه «فن الإلقاء» ما زال المرجع الأول لطلاب المعاهد والأكاديميات الفنية على الرغم من أنه لم يدرس التمثيل دراسة أكاديمية، إنه الفنان عبد الوارث عسر (توفي في 22 / 4 / 1982).
كان شغوفا أثناء دراسته «الثانوية العامة» بمشاهدة العروض المسرحية، درس اللغة العربية دراسة حرة حتى أصبح من المتفقهين فيها، وله ديوان شعر مشهور. ولم يكتف بالتمثيل، بل كتب أفلاماً، ومن أهم الأعمال التي كتبها «جنون الحب» «يوم سعيد» «لست ملاكا» «زينب».
أعماله كممثل عديدة وأبرزها «شباب امرأة»، «صراع في الوادي»، «الرسالة» و«البؤساء» وكان آخر أفلامه «ولا عزاء للسيدات«. كما أنه قدم في آخر حياته المسلسل التليفزيوني «أحلام الفتى الطائر» كما قدم مسلسل «أبنائي الأعزاء..شكراً».
كان الفنان الكبير عبدالوارث عسر يخطف انتباهك ومشاعرك وقلبك بمجرد ظهوره على الشاشة بملامحه التي تجمع بين الهيبة والطيبة والحكمة، بوجهه المصرى الأصيل وتجاعيده التي تحمل خبرة الزمن وتجسد مشاعر الأبوة، وصدق الفنان وإبداعه وتعدد مواهبه.
كتب الفنان عبدالوارث عسر، مجموعة من أشهر أفلام تلك الفترة ومنها: فيلم «يوم سعيد»، «زينب»، «جنون الحب»، «لست ملاكًا»، وحصل على جائزة أفضل سيناريو عن فيلم «جنون الحب» وعلى جائزة الدولة التقديرية ووسام الفنون من الرئيس السادات، كما كتب سيناريو فيلمي «سلامة، وعايدة» لأم كلثوم وشارك في التمثيل.
وكان للفنان عبدالوارث عسر دور بارز في اكتشاف عدد من عمالقة الفن ونجومه وتدريبهم ومنهم عماد حمدي، سميرة أحمد، ونادية لطفي، آمال فريد وماجدة الخطيب، وهو من اختار للفنانة «فاطمة أحمد شاكر» اسم شادية.
كما كان له دور بارز في حياة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، عندما كلفه المخرج محمد كريم بكتابة سيناريو فيلم «يوم سعيد» وكان من ضمن الأدوار في الفيلم دور لطفلة عمرها 6 سنوات، فكتب دوراً مختصراً يناسب طفلة، ولكنه عندما رأى فاتن حمامة انبهر بموهبتها بعد حديثه معها، وقال إنها ستكون نجمة المستقبل وأعاد كتابة دور الطفلة ليمنحها مساحة أكبر إيمانا منه بموهبتها.
حزن عبدالوارث عسر حزناً شديداً بعد وفاة زوجته عام 1979، وأصابته غيبوبة، لم يخرج منها، حتى لحق بها ولقي ربه في 22 أبريل من عام 1982، بعد حياة حافلة بالفن والإبداع والعطاء.
copy short url   نسخ
14/09/2020
3183