+ A
A -
أراه كل يوم، صباحا حينما أتوجه من بيتي الواقع على رأس التلة، هبوطا إلى الشارع العام الواصل ما بين العاصمة الإقليمية هاليفاكس، والضواحي المحيطة بها.
هو رجل في نهاية العقد الخامس من العمر، يعاني عرجا واضحا جراء شلل أطفال، ترك ساقه اليسرى عرجاء تتدلى عليها يده اليسرى كذلك. وهو حريص على تحركه اليومي من بيته الكائن في أعلى التلة إلى مقهى تيم هورتين على الركن الأيسر من الشارع الفرعي الملتقي مع الطريق العامة السريعة بين هاليفاكس ومنطقة الريف في الوادي.
هذه المسيرة التي يقطعها صاحبنا أكثر من مرة يوميا، هي نحو ميل ونصف الميل، ذهابا وإيابا، وهو يقوم بها يوميا وفِي كل الفصول لا فرق بين ربيع مزهر، وشتاء ثلجي قارس البرد، الفارق الوحيد أنه في الطقس البارد يكون مرتديا حلته الرياضية وفِي الصيف، يتحرك عاري الجسد، إلا من سروال يستره، ويحمل قميصه على كتفه، ومن لقائنا شبه اليومي نمت بيننا صداقة عابرة، رحنا نتبادل فيها التحية، وصار معروفا لدى أصحابي الذين يبادلونني الزيارات.
وفِي الجوار كذلك مجموعة من الأزواج العواجيز الذين يمضون أيّام التقاعد عن العمل بصحبة كلابهم، التي يحرصون على اصطحابها كل صباح في جولات حول الجزيرة العشبية المكللة ببعض أشجار الصنوبر والمابل ليف في المجمع الذي أقطن فيه، ألتقي مجموعات من هؤلاء العواجيز، تبادرني أليس:
- أراك تغذ الخطا في تريضك الصباحي يا سيد، مهلا، استمتع مع الطبيعة في صحوها ورفضها جائحة الكوفيد - 19.
-أتمنى ذلك، لكن هذه الجائحة باقية بتداعياتها.
-لا تشغل نفسك، فالعلماء يجتهدون لاكتشاف مصل للقضاء على الفيروس.
- جميل منك هذا التفاؤل يا أليس، ألا يشغلك الأمر ؟
- كلا، ما يشغلني هو هذا المتمرد (مشيرة إلى كلب تصطحبه) الذي مل البقاء في قنه بسبب الحجر الاختياري.
- تمام يا أليس، تفاءلي[email protected]
بقلم: حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
20/08/2020
1741