+ A
A -
وأنا صغير مارست العديد من الهوايات منها كتابة الشعر الغنائي، وشاركت في فرق التمثيل المدرسية، وقدمنا العديد من المسرحيات على خشبة المسرح المدرسي، وكنا من المنافسين، وقدمت العديد من الفقرات التمثيلية مع زملاء أعزاء في برنامج الأطفال الأسبوعي الذي كانت تقدمه الإعلامية الجميلة ذهبية جابي في ذلك الوقت، ومارست العديد من الرياضات القتالية مثل الكاراتيه، والتايكواندو، وحمل الأثقال وكمال الأجسام، ومارست كتابة القصة القصيرة، والصور الأدبية المثيرة، وأخذت العديد من الدورات الإعلامية والصحفية في مركز الجزيرة للتدريب، وغيرها من مراكز تعنى بتنمية المواهب..

الشاهد.. الموهبة نعمة وهبة من الله، ملكة تكون في شخص فتميزه عن أقرانه، الموهبة تعطي للشخص– رجلا أو امرأة- دفعة ودفقة للمواصلة والسعي والمثابرة لتحقيق أهدافه وأحلامه على أرض الواقع، الموهبة حياة أخرى، وعالم آخر، تخرجك من الروتين، والعادي، وتشحذك نحو الإتيان بأشياء غير مألوفة، وتحلق بك نحو الإبداع والتميز والابتكار والتفرد، تخرجك من حالة لأخرى، من وقتك لأوقات جديدة، وتفرغ طاقتك في أشياء مرغوبة ومحمودة ومندوبة، الموهبة تمنحك طاقة إيجابية، وتركيزاً مختلفاً، كم أعرف من موهوبين من الزملاء والزميلات، وقفت على ملكاتهم ومواهبهم وقدراتهم عن كثب، ولكن أكثرهم يتوقف عن الاستمرار، وكأن الحالة الإبداعية التي نريدها مقيدة ! والسؤال لماذا نتجاهل المواهب ؟ الموهوب حين يلتقط الصورة، حين يرسم، حين ينشد، حين يبدع، حين يمثل، حين يكتب، هو حالة إبداعية مستقبلية، وحين يمارس أي مهارة يدوية أو رياضة أو قراءة معينة فهذه ملكات وعلامات نبوغ، براعمنا الصغيرة في مدارسنا الحكومية والخاصة لديهم قدرات وإمكانيات ومواهب وفيرة، استثمروها ونمّوها ولا تضيعوها، كم المشاركات لا يهم، كم من موهبة ضاعت بعد تسلم جوائز المشاركات، المشاركات غير المركزة لا تخدمنا، كم من ملف يقدم لجائزة ويربح صاحبه، وبعدها يهمل الملف ومقدمه، وينسى جهده ومشاركته وموهبته،، ينسى أنه مبدع صاحب موهبة، يعدم هو بالنسيان، وتعدم موهبته بالتجاهل، نحن لا نتكلم عن مشاركات وشهادات، ولكن نتكلم عن الاستثمار في المبدعين أصحاب المواهب المختلفة، استقطبوهم، احنوا عليهم، ابنوهم، نموهم، تواصلوا معهم، ليستمر الإبداع لا يتوقف، لا تعدموا المواهب بالتجاهل، والمشاركات العشوائية، والضجيج الإعلامي، ادفعوا أصحاب الملكات والمواهب نحو الاستمرارية والتشجيع والدعم بالتخطيط، فنحن بحاجة لأصحاب هذه الملكات والمواهب في مسيرة التنمية التي تشهدها قطر، وكلنا نحب قطر وتهمنا مصلحتها.

وعلى الخير والمحبة نلتقي..

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
14/08/2020
3320