+ A
A -
سعدت خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إبان الحجر الاحترازي من جائحة الكورونا، بمشاهدة العمل الدرامي التركي الضخم «قيامة أرطغرل».
أول انطباع خرجت به، وأنا أشاهد الحلقات الأولى في المسلسل، أنني أقرأ بتمعن كتابا في التاريخ، قراءة أفقية للأحداث، تفيد حصيلة المتلقي بعادات وتقاليد الناس موضوع التأريخ: تراثهم، ثقافتهم، أخلاقيات القبيلة، الحس الديني الفطري لدى أبناء القبيلة، الشجاعة المفرطة، والانتماء القبلي الذي اجتهد أساتذتنا في الدراسات العليا على ترسيخه في مفاهيمنا، بأنه أصالة وانتماء، حتى إنني أذكر - رغم تواتر الأيام - ذلك البحث الثري لأستاذنا الدكتور محمد محمد حسين عن عادات العرب في الجاهلية، وفِي ذلك البحث توكيد على ما ذهب إليه كاتبا «قيامة أرطغرل».
هناك قرأت البحث وهنا شاهدته، فكنت حريصا على أن أؤكد لأبنائي، في معرض حديثي عن المسلسل: أنني أطالع كتابا صفحاته أفقية عن حقبة تاريخية، هي بناء الدولة العثمانية، وجهود قبيلة تركية رعوية من أواسط آسيا بقيادة زعيم تاريخي، في بناء دولة لم تغب عنها الشمس، وقيل فيها: كاد الهلال أن يصبح بدرا كاملا.
بعرض نقدي فني، ومن وجهة نظر شخصية، أقرر أن مسلسل «قيامة أرطغر» يعتبر مسلسلا فنيا ناجحا: نصا، وأداء تمثيليا، وديكورات، وتقمص روح العصر، ووفق مخرج المسلسل ومساعديه في اختيار عناصره الرئيسيّة، وعدم التكلف في تجسيد الأحداث دراميا. من منا ينسى شخصية سليمان شاه والد أرطغرل وسيد القبيلة، أو أمه بشخصيتها العريضة المتناسقة مع الأحداث والموحية عن كبيرة القبيلة بعد وفاة شيخها ؟ شخصية درامية متلونة تقنع المشاهد بكل دور قامت به، وفِي هذا الخصوص، أشير إلى أدوار رفاق أرطغرل: أخوة السلاح، وطاعتهم للسيد وتفانيهم في القتال، إيمانا بما يجاهدون من أجله: عبد الرحمن، وتوغورت، وإمباسي[email protected]
بقلم: حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
11/08/2020
1962