+ A
A -
داليا الحديدي
كاتبة مصرية
وصلتني رسالة من سيدة تقول فيها إنها زوجة ثانية وتسرد بخطابها كم التنازلات التي تمنحها للزوجة الأولى، فهي وزوجها يعطونها وأولادها شهريا آلاف الجنيهات، فيما تكتفي هي بالقليل، علماً بأن الأولى انقطعت علاقتها بالزوج، وتريد مني توجيه كلمة للأولى كي تلم يدها، كون الاثنتين من قرائي، وهذا ردي:
حين يتندى فمك بقبلة الصباح..لا تنسي
ثمة شفاه تشققت من صمت الغرام
حين يُزين أذنيك بقرط ماسي.. تذكري
هناك أذن تتوق لهمس الكلام
وأنت تغسلين شراشف الأمس.. تذكري
ثمة مخدع مشتاق لبقعة وئام
ساعة تداعب يده خصلاتك السوداء.. فكري
بمفرق شاب شعره قبل الأوان
وأنت تنشبين بمخدعك حرب الوسائد
لا تنسي أعينا مسالمة باتت لا تنام
حين يضاحكك بطرفة.. تذكري
من ثغرها غاب عنه الابتسام
حين تنزلقين، فيسندك ساعده.. انتبهي
عكازك مسروق من بيتٍ صغاره.. أمسوا أيتام
ساعة تتوسدين ذراعه بسهرة.. فكري فيها
إنها تترنح بلا ساعد.. بلا حسام
وأنت تغطين في أحضانه الدافئة
لا تنسي من تنام ملتحفة ببرد الأوهام
كلما جلست يمينه بالسيارة.. أبشرك
لست آخر من سيربط لها الحزام
حين يدفع لك أو يدفع عنك.. فكري
بمن تتدافعها الخطوب وحيدة وسط الزحام
وهو يقسم أنه لن يحب سواك
أقسم لك.. إنه مدمن حنث أقسام
وأنت تتعللين بالشرع.. بالحلال.. بالحرام
ورقه سليم.. ولو طلقك وتزوج شقيقتك بنفس العام
كلما زارتك الطمأنينة، لغفوة وليفك بعشك
انتبهي.. قريبا موسم هجرة الحمام
حين تتوهمين أن المستقبل لك.. ثقي
من باع ماضيه، لا تؤتمن معه الأيام
copy short url   نسخ
08/08/2020
1807