+ A
A -
لم يجد عبدالفتاح السيسي شيئا يقوله للمسريين- كما يخاطبهم- سوى الترويج لمزيد من الأوهام والأكاذيب، فالرجل المفلس لم ينجز شيئا طوال ثلاث سنوات من الانقلاب سوى بناء مزيد من السجون والمعتقلات التي بلغت أحد عشر سجنا جديدا في ثلاث سنوات وهي توازي أكثر من 30% من عدد السجون التي كانت موجودة في مصر قبل قيامه بانقلابه، ورغم دعوته وأبواق إعلامه للشعب أن يخرج للاحتفال بالثورة الكاذبة فإنه لم يخرج أحد لأن الشعب الذي خدع بدعوته للخروج في 30 يونيو اكتشف بشكل مبكر أن الرجل لم يكن سوى دجال يبيع الأوهام، كل ما فعله طوال ثلاث سنوات هو مزيد من القمع ومنح الامتيازات ومزيد من الأموال لمؤسسات القمع التي تخدم مشروعه الفاشل وهي الجيش والشرطة والقضاء أما أبواق الإعلام فإنهم يتقاضون الرشاوى من منظومة رجال الأعمال الفاسدين الذين عادوا ينهبون من خيرات البلاد وأموال الشعب تحت رعاية السيسي ونظامه.
وعد السيسي ذوي الدخل المحدود الذين يعيش معظمهم تحت خط الفقر بدرجات ببناء مدينة تتكون من مليون وحدة سكنية، وأحضر الكومبارس للتصوير وغنى وأنشد الدجالون في وسائل إعلامه الأناشيد والأغاني التي ستنقل ذوي الدخل المحدود إلى مدينة الأحلام التي سرعان ما تبخرت وتحولت إلى مدينة الأوهام، ثم تحدث عن أكبر وأحدث عاصمة في العالم وأقام الاحتفالات الكبرى للمشروع الذي لم يبق منه سوى الماكيت وحفلة الدجل الكبرى التي أقيمت من أجله، ثم أقام حفلا في شرم الشيخ لجمع المليارات التي لا يعلم أحد أين ذهبت ثم أدخل الناس في وهم مشروع قناة السويس الجديدة وارتدى ثوب المارشال وأقام حفلا أسطوريا شبه نفسه بالخديوي بعدها انخفض دخل قناة السويس وانكشف المستور وتفجرت الفضيحة ولم يستطع أحد من الشعب أن يسأل عن الـ 60 مليار جنيه التي أخذها من المصريين على أن يعطيهم 12 % سنويا منها في البداية طلب منهم التنازل عن النسبة ثم بعد ذلك التنازل عن الأموال وكله من أجل مسر، ثم حدث المسريين عن شبكة الطرق القومية التي لم ينجز منها كيلو مترا واحدا ثم دخل على شريحة الفلاحين، أكثر الطبقات المطحونة في البلاد، ليوهمهم بمشروع المليون فدان بينما هو عاجز أصلا عن أن يوصل المياه لهم لري أراضيهم التي هي بين أيديهم، ثم جاء سد النهضة ليدخل مصر في دوامة من نقص المياه لا يعلم أحد إلا الله أين يمكن أن تذهب، فالنيل هو سر وجود مصر ومصر بدون مياه النيل ستتحول إلى أرض قاحلة جدباء، عشرات الأزمات والمشاكل لكنه مطمئن إلى أن دعم إسرائيل له ومنظومة العسكر والشرطة والقضاء كفيلة بحماية نظامه..
لكن هل يمكن لمسيرة بيع الوهم والدجل أن تستمر؟ وإذا استمرت فإلى متى؟

بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
04/07/2016
64791