+ A
A -
يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو غضب الإسرائيليين مع تصاعد حالات الإصابة بفيروس كورونا، وارتفاع معدلات البطالة، بالإضافة إلى اتهام فاضح بالفساد وثلاثة انتخابات كادت تطيح به.
وعلى بعد عشرات الأمتار من مقر إقامة نتانياهو في القدس، يتجمع المئات وأحيانًا الآلاف من المتظاهرين ليلًا ويدعونه إلى الاستقالة، فهم لا يعتقدون حقا أن هذه الحكومة تهتم بهم، أو أنها قادرة على إيجاد حلول لمشكلاتهم، وكان لافتا للغاية أن تمتد فئات المتظاهرين لتشمل الفنانين وخبراء البيئة والطلاب، وحتى من ينتمون للجناح اليميني المهيمن، في إشارة واضحة على مدى الاستياء من سياسات نتانياهو، الذي اختار طريقا مختلفا للخروج من مأزقه عبر التصعيد العسكري الذي تمثل بالأمس فقط في قصف مواقع بقطاع غزة، وأخرى على السياج الأمني عند الحدود مع سوريا، وقبل ذلك ببضعة أيام في افتعال أزمة بجنوب لبنان لم يكن لها أي سند حقيقي.
وفي مواجهة ارتفاع معدل البطالة إلى أكثر من 20 % بين الإسرائيليين، وشكواهم من بطء تنفيذ حزم المساعدات، نرى نتانياهو يلجأ مرة أخرى للحلول التصعيدية، في محاولة فجة وغير مسؤولة لتصدير أزماته الداخلية عبر استهداف غزة وجنوب لبنان، لحرف الأنظار عما يجري في إسرائيل من تطورات وأوضاع سياسية متفاقمة.
الفساد في إسرائيل ليس فقط فساد نتانياهو، فهو فساد نظام أيضا، وهو أحد الأشياء التي سمحت باحتلال أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية لسنوات عديدة، وتجاهل حقوقهم الإنسانية، ثم محاولة العمل على ابتلاع أراضيهم عن طريق مخطط الضم سيئ السمعة.
فجر أمس قصفت مقاتلات حربية وطائرات دون طيار إسرائيلية، بصاروخين على الأقل، أرضا زراعية في منطقة «القرارة» بمحافظة خانيونس.
ولاحقا قصفت الطائرات الإسرائيلية بأربعة صواريخ موقعا عسكريا يتبع لـ «لجان المقاومة الشعبية»، غرب محافظة رفح جنوبي القطاع، على أمل تحويله مرة أخرى إلى مسرح لتصدير الأزمات الإسرائيلية، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق يتعين على المجتمع الدولي التعامل معه بمسؤولية، حفاظا على الأمن الهش في هذه المنطقة التي تسودها حالة حقيقية من الغليان.
copy short url   نسخ
04/08/2020
1466