+ A
A -
لم تقتصر تبعات جائحة «كوفيد - 19» على الإنسان وحسب، بل تعدتها -في تقديري- إلى شتى الكائنات.
خذ مثلا: الطيور التي كانت تستقبل الربيع بالشقشقة والتغريد مع تسرب خيوط الفجر في الشرق الكندي، حيث أقيم، لم يعد لها وجود، فقد افتقدت هديل الحمائم البرية، التي كانت تنافس العنادل والبلابل، والحساسين بشدوها وأنينها كل صباح، على فروع وأغصان وظلال أشجار القيقب «المابل ليف» التي تعتبر ورقتها رمزا لكندا، والتي يستخرج سكانها الأصليون من قبائل الهنود الحمر، من لحائها في فبراير من كل عام، رحيقا عذبا يصنعونه شرابا حلوا سائغا للحلويات، يتخذ تسمية: عصير المابل ليف، لم تعد فروع وأغصان هذه الشجرة المثال تستقبل الحمائم البرية، أو العنادل أو أي صنف آخر من الطيور عدا الغربان بنعيقها الباعث على التشاؤم، والذي كانت عواجيزنا في بلادي يتقينه بقولهن: سبقناك بالصلاة على سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله.
أشير إلى غياب بشائر الحب والأمل، التي يحملها الربيع: شهر الحب، للمواطنين الذين يعيشون طبيعة بلدان الشمال الأميركي، بصقيعها الممتد لأشهر طوال في فصل الشتاء، والذين ينقل الربيع لهم بشائر البهجة والانطلاق لأشهر محدودة.
لم يأتِ الربيع وهو يحمل شيئا من ذلك، فقد هل وسط جائحة تحمل كل صباح أنباء ضحايا الكورونا وفيروسها المستجد المسمى «كوفيد - 19» في زهاء مائة وخمس وتسعين دولة في كوكبنا الأرضي، وما زال يفرض تساؤلا لم يفسره العلماء والمحللون، وقارئو ما بين السطور: أهو فيروس طبيعي من سلالة فيروسات الإنفلونزا التي تصيب خلق الله في فصل الشتاء، والتي تعددت أسماؤها فيما عرفنا: بإنفلونزا الخنازير، أو إنفلونزا الطيور، أم أنه فيروس مخلق تم تخليقه وإطلاقه في معامل البحث وذلك في إطار ما تعرف بالحرب البيولوجية؟ وزادت الحيرة حينما قرأنا أخيرا عن قيام حركة قرصنة إليكترونية روسية على معامل كندية وبريطانية وأميركية للتعرف على المصل الواقي من هذا الوباء!
أيا كانت الإجابات، فإن «كوفيد - 19» قد نجح في استبدال نعيق الغربان بتغريد الحساسين والعنادل وهديل الحمائم البرية.
بقلم: حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
20/07/2020
1442