+ A
A -
العشق جليس ممتع، وأليف مؤنس، مسالكه ضيقة، ومذاهبه غامضة، وأحكامه جائرة، إلا أنه يطلق اللسان، وبهذب الوجدان،، استوقفتني أبيات وصلتني من صديقنا وأخينا الحبيب عبدالله الملا الحكيم الهمام، أستاذ الحوار والكلام، المبادر في التواصل والسلام، عاشق الجمال، والعذوبة والدلال، والبحر واليا مال، بعث لي أبياتاً مؤثرة من قريب تقول: «وما في الأرض أشقى من محب، وإن وجد الهوى حلو المذاق، تراه باكياً في كل وقت، مخافة فرقة أو لاشتياق»، أبيات نابعة من القلب للشاعر ابن دريد
موغلة في الذوبان، في المحبوب، والتواصل معه والتد ثر به قلباً وعقلاً، أثارتني كثيراً الأبيات، وأقنعتني أن السعادة هي في الاقتراب من الحبيب، والالتصاق به، إن مر العشق في الانقطاع عن الحبيب، وشهده وحلاوته في الاقتراب منه، اسمع ما قالته العرب في ذلك: «وإني ليرضيني الممرّ ببابها، وأقنع منها بالشتيمة والزجر»، وقالوا «أيها العاشق المعذب صبراً، فخطايا أخى الهوى مغفورة، زفرة في الهوى أحطّ لذنب، من غزاة وحجّة مبرورة». وأعرف رجلاً فاضلاً كانت عنده اثنتان (زوجتان) يعشقهما من الوريد إلى الوريد، يقول هذه تساررني، وهذه تعضني، فما شعرت بعضة هذه من لذة هذه، وأخذ ينشد ويردد أحد أبيات العرب قديماً: «لو حز رأسي في محبّتهما، لطار يهوى سريعاً نحوهما رأسي»، وقال آخر: «مني الوصال ومنكم الهجر، حتى يفرق بيننا الدهر، والله لا أسلوكمو أبداً، ما لاح بدر أو بدا فجر». يقول صديقنا الملا -وشكله سلك دروب العاشقين، وحل به ما حل بهم- إن الحكايات في العشق كثيرة، سنرفدكم بها بين الحين والحين، ولولا الإطالة، والخوف من الملالة، لأرسلنا لكم الكثير، ومن الشعر الوفير، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
15/07/2020
2563