+ A
A -
عبر حسابي بتويتر وضعت تغريدة حول أمر أثار انتباهي في الصحافة الإنجليزية عندما شاهدت حفنة من رجال الشرطة البرازيليين يحملون لافتة في مطار ريو دي جانيرو مكتوب عليها بالحرف «أهلا بكم في الجحيم، فرجال الشرطة والإطفاء لا يتقاضون رواتب جيدة لهذا فكل من سيأتي إلى ريودي جانيرو لن يكون آمناً».
وبعد نشر التغريدة كان أول تعليق من الزميل فهد العمادي مدير التحرير التنفيذي في الوطن القطرية الذي كتب لي قائلا «توقيتهم حساس خصوصا قبل الأولمبياد» فكان جوابي هو استغرابي من السماح لهم بوضع هذه اللافتة في المطار تحديدا فجاءني رده «فاهمين الديمقراطية غلط».
وهنا بيت القصيد.... فاهمين الديمقراطية غلط فهي الأزمة العربية الأكبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحتى عبر الصحف ووسائل الإعلام وفي المجتمع بشكل عام... ماهي الديمقراطية في جوهرها وماهي حدودها ومن يتولى تعريفها وتوضيح معالمها لأن كل طرف يتمسك برؤيته لهذه الديمقراطية حسب مفاهيمه وزوايا الرؤية التي يرى الديمقراطية من خلالها... فالبعض من يراها حرية التعبير المطلقة في الدين والسياسة والثقافة والجنس، والبعض يرى أنها محدودة بعدم تجاوز حريات الآخرين، والحكومات تراها مربوطة بأمن الوطن وحماية مكتسباته ومنشآته، وما بين كل رؤية تتداخل خيوط الحرية، وهنا نتساءل: هل من حق الشرطة أن تخيف زوار دورة الألعاب الأولمبية لأن رواتب بعضهم ضعيفة وهل من حقهم أن يتركوا البلد سايبة أم يدافعوا عن حقوقهم بالطرق القانونية وليس تخويف الزوار؟ وهل التلويح بغياب الأمن حرية تعبير أم ترهيب وابتزاز للحكومة قبل أهم دورة ألعاب رياضية في الكرة الأرضية؟
مجرد سؤال لكم كامل الحرية في تناوله بديمقراطية.

بقلم : مصطفى الآغا
copy short url   نسخ
03/07/2016
2642