+ A
A -
يعقوب العبيدلي
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب، صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل، ولا حسد، خصهم الله بأخلاق الأنبياء والرسل، وأكرم بها من نعمة، وهم موجودون في كل عصر وزمان، والشاهد «الخير في أمتي حتى قيام الساعة». ما أجمل الإنسان أو المسؤول أو الزميل، وهو يغفر الزلات، ويقيل العثرات، ويستر العورات، ويبشر لا ينفر، وييسر لا يعسر. كانت العرب قديماً تقول: «أجهل من نمر» إذا رأت المسؤول أو المدير أو الراعي لا يراعي رعيته، جاهلاً في عمله، غليظاً في طباعه، لا تؤمن ضغائنه، ولا يتوقف عن حماقاته، ولا يرحم ضعيفاً، ولا يعذر زميلاً أو زميلة، وكانت العرب تقول: «كلب إذا نبح» إذا رأت أحدا ينبح كالكلاب، هجّام على الضعفاء، وعضّاض للزملاء.
إذا اعتاد المسؤول على الخلاف والاختلاف من أجل خلق المشاكل في العمل، حتى لا تسقط هيبته، ولا ينتقص من «برستيجه» المهني، إن قلت نعم، قال لا، وإن قلت لا، قال نعم، كانت العرب تصنف هذه النوعية وتضعها في قائمة (الحمير)، وكانت العرب تقول للسفيه سارق المال العام، هادر الميزانيات، على مشاريع ليست ذات قيمة، وليست لها الأولوية، فقط عينه على المال والسمسرة، أو أذية الناس في رزقهم، همه قطع الأرزاق، وإزهاق الأرواح، وتكميم الأفواه، فقد ألحقوه بعالم (الأسود)، أما الخبيث الماكر الشرير الذي يعطيك من طرف اللسان حلاوة، ويروغ عنك كما يروغ الثعلب، فعدّوه كالثعلب كثير الروغان، الذي لا رجاء فيه، وعلى العاقل المسالم، الحذر كل الحذر من هذه العينات الشريرة الوصولية الدساسة المغرضة، وغيرها من عينات نتنة الريح، تمشي بين الناس بالنميمة، وتفرق بين الأحبة والزملاء، وتضربهم ببعض، وغيرها (كالخنافس) اعتادت على تصيد الهفوات والسقطات، وغيرها كالطواويس، والأشرار. إن محبة الله وجبت للمتحابين في الله، والأنقياء الأتقياء مخمومو القلب في السراء والضراء، الذين يرفعون شعار السلام لا للصدام. قارئي العزيز الحبيب، لا تكن شوكة حتى لا تؤذي أحداً من الخلق، فاليوم أنت فوق الأرض، وغداً تحتها، والويل للمرء إن زلت به القدم، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
11/07/2020
2131