+ A
A -
وصلتني من قريب هدية من أخي وصديقي الدكتور الجميل (بوعبدالله) جاري والساكن بجواري في – عين خالد – عبارة عن رطب عجيب في شكله وطعمه، في استدارته ومذاقه، تلقفته بالقبول والاستحسان، وصار أنيسي وأنا أشاهد أخبار «الجزيرة» و«الأفلام» وأعقبه بالقهوة العربية التي «تكند» الرأس، وتذهب بالوسواس، الرطب وما أدراك ما الرطب، أقرب الفاكهة إلى نفسي، طعمه عجيب مميز لذيذ، يربطنا بالماضي الجميل، إنه ثمرة الصيف المميزة، بما يحمله من تنوع وتعدد في الأشكال والمذاق والقيمة الغذائية والاجتماعية، ملك المائدة، وخير رفيق وخير غذاء، ويبقي الرطب من الوجبات

الطبيعية الرئيسة، رفيق وخير غذاء، فهو عصب الحياة في الصيف، قوة للبدن والنشاط الدافع والدافق للقوة والأداء الحسن، ويسبق غيره من الفواكه في هذه الفترة من السنة، الرطب ارتبط بنا وارتبطنا به، إنه بركة لقيمته الغذائية العالية، يفجر الطاقات الكامنة، ومحرض جيد للحب والرضا، والسلوك العاطفي للإنسان، أحلى هدايا الصيف يكون الرطب منها، لأنه أكثر مأكول في هذه الفترة، ومتعودة عليه الأسرة القطرية، وقد يثير غرابة البعض حين يعلم أن الرطب محبوب أيضاً من العصافير والطيور، المشكلة في الرطب أنك إذا تناولت حبة منه طلبت المزيد، أكثر وأكثر، فيه شيء ما يجعلك تتناوله، فيه سر دفين، تشعر معه بسعادة ومتعة واسترخاء ورضا وشهية مفتوحة، وكأنك تناظر حورية من الجنة، الرطب سمعته عالية عند العارفين والحاذقين، وفائدته عظيمة، للكسالى والرياضيين، وجاذب للعين والنفس، سواء كان معلقا في النخل، أو بوسط المائدة، أو كهدية، ماله حل، وهو متوفر في هذه الفترة، فعليكم بالرطب بأنواعه الإخلاص، والخنيزي، والشيشي، والبرحي، يعطيكم طاقة ونضارة، ومتوفر في أي لحظة، ويفضل أن تبدأ به يومك وتنتهي به، ولك الاختيار، مرة ثانية نشكر الدكتور الغالي (بوعبدالله) على هديته الرقيقة، الدالة على رقة قلبه الحنون، الطيب مرهف الحس، والوعد إن شاء الله في (طرابزون) ونحن نتناول الرطب اللذيذ في تلك الشرفة المطلة على شاطئ البحر الأسود في تركيا الحبيبة الشقيقة الصديقة إن شاء الله، وقدر لنا الرحمن، وعلى الخير والمحبة نلتقي.


بقلم: يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
10/07/2020
2924