+ A
A -
بينما النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُشرفُ على دفن شُهداء غزوة أُحدٍ قال: ادفنوا عمرو بن الجموح وعبد الله في قبرٍ واحدٍ فإنهما كانا متحابين!
على أن الموت ليس فِراقاً، جميعنا سنموتُ نهاية المطاف، ألفِراق الحقيقي أن يكون أحدنا في الجنة والآخر في النار! ومن أجمل ما قرأتُ قول أحدهم عن جدته، قال: كانتْ تُوقظنا لصلاة الفجر، وتقول انهضوا لا نُريد أن ينقُصَ في الجنة منا أحد!
من أحبَّكَ حقاً هو الذي خافَ عليكَ من النار، ويا لحُبِّ إبراهيم لآزر وهو يقول له: «يا أبتِ إني أخاف أن يمسَّكَ عذابٌ من الرحمن»!
و?نظُرْ لجمال قول النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: فإنهما كانا مُتحابين!
ما أجمل أن يُعرف الإنسان بين الناس بصفاته العذبة، أن يُعرف بالمُحب، والشهم، والكريم، والنبيل، إذا ذُكر اسمه لمعتْ صورة وجهه في أذهان السامعين كأنها قلب أحمر كذلك الذي نضعه وراء العبارات الجميلة التي نكتبها!
ترجمَ الذهبيُّ رحمه الله في سِيَرِ أعلام النُّبلاء لمحمد بن ميمون فقال: أبو حمزة السُّكري، محمد بن ميمون المَرْوَزِي، ولم يكن يبيعُ السُّكر، وإنما سُمِّيَ بالسُّكري لحلو كلامه!
فيا تُرى لو أراد الذين يعرفوننا أن يستبدلوا أسماءنا بصفاتنا التي نُعاملهم بها فماذا عساها تكون؟!
ماذا سيختار الأبوان لنا اسماً، الابن البار المرضيُّ المُبارك، أم الابن العاق الفظُّ السليط؟!
ماذا ستختار الزوجة اسماً لنا، الزوج الحنون الكريم المُتسامح، أم الزوج العنيف القاسي؟!
ماذا سيختار الزوج لكِ اسماً، الحنونة المُحبة الكريمة الصبورة، أم سليطة اللسان قاسية القلب جارحة الكلام؟!
ماذا سيختارُ الجار لكَ اسماً، الشهمُ المعطاء المُسالم، أم الغادر الجشِع سيئ الخُلق؟!
ماذا سيختار زملاء العمل لكَ اسماً، حافظ السر الأمين المُهذب المُؤدب، أم الواشي والفاضح؟!
أسماؤنا لنا أما صفاتنا فللناس، وهم الذين يضعون لنا صفةً بناءً على تعاملنا معهم، ويوماً ما سترحل الأسماء وتبقى الصفات، فاتركوا وراءكم من يترحم عليكم!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
09/07/2020
2908