+ A
A -
حسن شكري فلفل
كاتب عربي مقيم في كندا
في جائحة كوفيد - 19، واضطراري ضمن ملايين، لالتزام البيت فيما يسمى بالاحتجاز الاحترازي، رحت أبحث عن تسلية، تزيح الهم والغم، والخوف المرعب من هذه الجائحة، التي ضربت الزرع والضرع، ولَم يفلت من شرها، حتى المرفهون الذين يحجزون في بواخر فندقية تسمى «الكروزز»، تمخر بهم عباب البحار والمحيطات في مشارق الأرض ومغاربها.
والمتأمل هذه الجائحة يرى العجب العجاب، فلم نقرأ في صفحات التاريخ جائحة مماثلة طالت أركان الأرض كافة، حتى البحار وساكنيها!
ويوصف فيروس هذا الوباء بأنه ضعيف ولا يرى إلا بالمجاهر العلمية المتطورة، لكن سبحان الله يا أخي، فهو يملك القدرة على ليّ أكبر ذراع، والتغلب على أقوى الرجال شكيمة، وجعلهم يفزعون وهم يدلون بتقاريرهم اليومية لمواطنيهم!
في هذه الحالة التي لم أكن وحيدا فيها، رحت أبحث عن الخلاص، الذي وجدته في العودة إلى مخزوني من الكتب، وما تتحفنا به قنوات البث التليفزيونية من مسلسلات، نسبة كبيرة منها تندرج تحت تسمية: مسلسلات لفك المربوط ! والعياذ بالله !
وعثرت على المسلسل التركي «قيامة آرطغرل» الذي شدني من الحلقة الأولى فيه: دراميا، وفنيا، وحينما أقول فنيا، فإنني أشير إلى التصوير والإضاءة واختيار مواقع الاحداث، ناهيك عن اختيار الممثلين الأكفاء، الذين لا يحسن مثل هذا العمل التاريخي المتميز إلا بهم، بحيث إنك تعيش الأحداث معهم، وتشعر بصدقهم وأمانتهم في الأداء المبهر.
أما وبعد أن تجاوز عدد الحلقات التي شاهدتها مائة وأربعين حلقة، فإنني أشير هنا إلى ما لفت انتباهي بصورة خاصة، وهو التسليط على قيم القبيلة وأعرافها، وأخلاقيات الفارس، وانتمائه لقبيلته، وهي أعراف وقيم وعادات فطرنا عليها في تاريخنا العربي منذ القدم، والمراجع لهذا التاريخ، يراها ماثلة، وبوضوح، إذ كانت العرب تولم إن برز فيها شاعر أو فارس، فالفارس يحمي ذمارها، ويدافع عن شرفها وحياضها، والشاعر يعدد مآثرها، وفِي قيامة آرطغرل كنت أرى هذه القيم والأعراف.
copy short url   نسخ
21/06/2020
2133