+ A
A -
قال مرةً لأصحابه يُصحح عقائدهم: «لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صَفَر، ولا نوء، ولا غول، ويُعجبني الفأل»!
قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟
قال: «كلمة طيبة»!
وعن العدوى قال له رجل من الحاضرين: يا رسول الله، الإبل تكون في الصحراء كأنها الغزلان، فيدخل فيها البعير الأجرب فيُجربها، فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «فمن أعدى الأول»!
أما انتقال الأمراض بالعدوى فثابت عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بلا خلاف، ومنها قوله: «لا يُورد ممرض على مصح»! وقوله: «فِرَّ من المجذوم فرارك من الأسد»!
أما قوله هنا: «لا عدوى» فهو صرف قلوب الناس من الأسباب إلى ربِّ الأسباب، وهذا المعنى يُؤكِّدُه سؤاله للأعرابي إن كانت الأمراض لا تنتقل إلا بالعدوى فمن أين جاءتْ العدوى الأولى؟!
والطيرةُ هي التشاؤمُ فكانوا في الجاهلية يُكثِرون منها فإذا خرج الرجل إلى تجارة ولقيَ في طريقه رجلاً أعورَ اعتبر هذا مؤشر سوء فتشاءم ورجع، وتشاؤمُ الجاهليةِ يحتاج كتاباً وحده!
والهامةُ هي طائرٌ كان أهل الجاهلية يعتقدون أنه يخرج من جسدِ القتيل ويبقى عند قبره يصيح: اسقوني، اسقوني، فلا يسكت حتى يُؤخَذُ بثأره!
وصَفَرُ هو الشهر الهجري المعروف وكانوا يتشاءمون من قُدومِه في الجاهلية!
والنوءُ هي نجومٌ في السماءِ كانتْ إذا ظهرتْ لزموا بيوتهم وكفوا عن التجارةِ والزواجِ والتنقُّلِ حتى تختفي!
والغولُ هو نوعٌ من الجِنِّ كانوا في الجاهلية يعتقدون أنه يقف للمسافر في الطريق ليُخيفه ويُضله عن مقصده!
ويعجبني الفأل، وهنا مربط الفرس، قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟ فقال: كلمة طيبة!
إذا دخلتَ على المريض، فأخبره أنها أيام ستمضي، وأنه ما شاء اليوم أفضل من البارحة، فالحالةُ النفسيةُ للمريض لها تأثير الدواء في الشفاء!
وإذا دخلتَ على فاقدِ حبيبٍ، فأخبِره أن ما للمؤمن عند الله خير من الدنيا وما فيها، وأن الجميع قد مات له حبيب، والعزاء أن يجمعَنا الله في الجنة.
إذا دخلتَ على المديونِ أَخْبِرْهُ أن فرج الله قريب، وكم من إنسان فرَّج اللهُ حالَه بعد عُسر، وأن الأيام دُول، وأن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم ماتَ ودرعه مرهونة عند يهودي!
إذا دخلتِ على عقيمٍ فأخبريها أن الأولاد رزق، وأن أرفع أخلاق المُؤمن هو الرضا، وأن عائشة ماتتْ ولم تُنجِب، وأن الأمل بالله فسارة زوجة إبراهيم عليه السلام رزقها اللهُ ولداً بعد أن بلغتْ من العمر عتياً!
يحتاجُ الناس إلى من يُربِّتُ على قلوبِهم، ويحقنُهم بالأمل، ويُخبرُهم أن القادم أفضل بإذن الله!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
14/06/2020
2254