+ A
A -
ارتفع صوت رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتانياهو، مع ترؤسه للحكومة الائتلافية الجديدة، وفشل خصومه بعزله واقصائه سياسياً. وذلك بالرغم من مثوله أمام المحكمة بتهم الفساد وتلقي الرشاوى بالرغم من أنه اصبح مرة جديدة رئسياً للوزراء.
فقد تباهى نتانياهو وقال لدى تطرقه إلى لائحة الاتهام التي تُنسب إليه في ارتكاب مخالفات فساد خطيرة، إنه «في انتخابات العام 2015، قبل إجراء أي تحقيق، حصلنا في حزب الليكود على 980 ألف صوت. والآن، بعد خمس سنوات، وبعد عدد لا نهائي من التحقيقات وطوفان من التسريبات والمحاكمات الميدانية للائحة الشبهات ولائحة اتهام قُدمت خلال معركة انتخابية، حصلنا على مليون و350 ألف صوت. وهذه زيادة بنسبة 40 % تقريباً في حين أن الزيادة السكانية كانت بنسب قليلة». معتبراً تلك الأرقام والمعطيات كحصانة له، وكتعبير عن عدم ثقة مقابل بجهاز المُحققين والنيابة العامة. وبالطبع، هذا يقلق بشكل كبير هيمنة قنوات وسائل الإعلام، التي يتهمها بأنها تسعى إلى إسقاطه عن الحكم.
والآن، ومع ترؤسه للحكومة الائتلافية الجديدة، ينطلق نتانياهو من واقعة (جائحة كورونا) ومواجهتها في «إسرائيل»، لاستثمارها في الواقع الداخلي «الإسرائيلي». مُعتبراً نفسه أنه أمام تحدٍ جديد لمواجهة موجة ثانية محتملة لانتشار فيروس كورونا، قائلاً «إننا أمام هذه الهجمة الثانية للموجة حالياً. مع أن الفيروس لم يختف منذ وصوله إلى هنا. والطريقة للقضاء عليه هي بواسطة لقاح، وحتى ذلك الحين سنعيش مثل أكورديون. نفتح من أجل الاقتصاد، ونغلق بسبب تناقل العدوى. والناس ليسوا حريصين جداً على تطبيق تعليمات الوقاية. ولأسفي هذه هي الطريقة من أجل منع ذلك. فهذا إما أنه يوجد انتشار محلي وعليك فرض إغلاق، أو إذا كان تناقل العدوى لدى كافة السكان، فإنه يجب تطوير أدوات لرصد تفصيلي للمرضى وإدخالهم إلى حجر صحي خلال أقل من 48 ساعة». إن هذا الرعب المتمثل بــ (جائحة كورونا) والذي يُشير اليه نتانياهو، محاولة جديدة منه، وفي تكتيكاته، لدفع الناس للالتحاق بمساعيه وسياساته، الهادفة لمواجهة تلك الجائحة، ومعالجة القضايا الداخلية في «إسرائيل» وكأنه الرجل المُخلص، الواقع تحت لائحة الاتهامات الباطلة.
بالفعل، استطاع نتانياهو بتكتيكاته، أن يستثمر كل شيء في المعادلة الداخلية في «إسرائيل»، وأن يُعيد التوازن لشخصه، ويتجنب العزل والإقصاء السياسي.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
07/06/2020
1781