+ A
A -
رحل بصمت، محسن إبراهيم، الأمين العام لمنظمة العمل في لبنان، ومن رواد الرعيل الأول لحركة القوميين العرب، يوم الأربعاء 3 /‏6 /‏2020 عن 85 عاماً، كما رحل قبل ذلك بسنوات تكاد تكون طويلة عن المعترك السياسي في لبنان.
محسن ابراهيم، رحل مُشبعاً بعالم السياسة وتحولاتها في المنطقة، وبالفكر والرأي، فهو من رواد حركة القوميين العرب، ومن اساطينها، ومنظريها، إلى جانب رعيلها الأول، وفي المقدمة منهم الدكتور جورج حبش، الذي بقي على ترابط متين معه ومن رعيل الحركة المؤسس لها بالرغم من التباينات التي وقعت في جوانب معينة.
عرفاتي المزاج، والانحياز السياسي، بل كان يعشق أداء الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. لذلك كان من الفريق الخاص الذي تابع عملية المفاوضات مع الطرف «الإسرائيلي» قبل توقيع اتفاق أوسلو الأول في حديقة البيت الأبيض.
محسن ابراهيم، وبعد التحولات الفكرية والسياسية، العميقة التي تفاعلت في اطر وهيئات حركة القوميين العرب، اسس منظمة الاشتراكيين اللبنانيين سنة 1968، التي اندمجت مع مجموعة لبنان الاشتراكي، واصبح التنظيم وجناحه العسكري يحملان مُسمى منظمة العمل في لبنان، واتخذ من مجلة الحرية الناطقة باسم الحركة كمنبر له، ومن ثم فك الشراكة مع الآخرين، واصبحت مطبوعة منظمة العمل تحت مُسمى (بيروت المساء).
يُعتبر محسن إبراهيم، ولمن عاش مرحلة صعود المقاومة الفلسطينية، والحركة الوطنية في لبنان في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، أحد أهم القادة السياسيين اللبنانيين المحسوبين على صف اليسار، وعندها شغل، ولسنوات طويلة، موقع رئيس المجلس التنفيذي للحركة الوطنية اللبنانية.
محسن إبراهيم أطلق مع جورج حاوي، وجورج حبش، والحزب القومي السوري الاجتماعي، البيان الأول للمقاومة اللبنانية في 16 سبتمبر 1982. البيان التأسيسي الذي يُمكن اختزاله بعنوان (إلى السلاح…)، وهي العبارة المدوّية التي ملأت بيروت، فراحت تقاوم الاحتلال «الاسرائيلي»، وأجبرته على الانسحاب السريع، بعد أقل من أسبوعين، من دون مفاوضات أو شروط، في سابقة عربية. حيث ترافق ذلك مع تنفيذ عملية مقهى (الويمبي) وسط شارع الحمراء في قلب بيروت الغربية في 24 سبتمبر 1982، وهي العملية الفدائية التي أدت لمقتل عددٍ من جنود وضباط الاحتلال، على يد عضو الحزب السوري القومي الاجتماعي، خالد علوان، الذي انسحب بهدوء بعد تنفيذ تلك العملية.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
05/06/2020
1099