+ A
A -
يعقوب العبيدلي
عندما كنا على مقاعد الدراسة في الجامعة، كنا ندرس الشعر في العصر الأموي الأول والثاني، والعصر العباسي الأول والثاني، وكنا نقرأ قصائد لـ (فحول) الشعراء، وكانت تمر علينا كلمة (فحول) كثيراً، وكنت أتساءل وقتها هل من المقبول والمعقول ان تكون كلمة «الفحول» مقصورة على الشعراء والأدباء فقط، لتكون مصطلحاً أدبياً ! دون غيرهم من الساسة والاقتصاديين والعسكريين والعلماء باختلاف تخصصاتهم، وكنت أرى أن من غير المعقول أن تكون «الفحولة» مقصورة على فئة دون فئة ! في اللغة (الفحل): الذكر من كل حيوان، رجل (فحل) فحيل بيّن الفحولة، وفحل إبله فحلا كريما: اختاره لها، وتيس (فحيل) يشبه فحل الابل في قوته ونبله، و( تفحل ) الرجل تشبه بالفحل في حميميته، أو تكلف ( الفحولة ) في اللباس والمطعم أي «تخوشن» والفحل عادة اقوى من الانثى، ولكن لكل قاعدة استثناء، وقد تكون المرأة قوية أقوى من الرجل في المواقف، وقد عرفنا أثناء دراستنا أن الفحولة في الشعر والأدب تعني الإطالة والجزالة أي الفخامة في الأساليب، والقوة في التراكيب، وغرابة الألفاظ، وكثرة المطولات لا وفرة المقطعات، ونعني بالإطالة امتداد النفس في النظم حتى تغدو القصيدة كالمعلقة، ونعني بالكثرة ان ينظم الشاعر (الفحل) مجموعة من القصائد
الطوال لا معلقة واحدة، الذي دفعني لطرح هذا الموضوع الحوارية التي دارت من قريب مع أخي وصديقي (بو أحمد) محمد إبراهيم المالكي، النموذج المثال، وعاشق الجمال، الموسوم بالموضوعية في مناقشة مثل هذه القضايا، هناك وجهات نظر عديدة في مفهوم الرجولة والفحولة ولن يحل الإشكال إلا باختراع جهاز يقيس منسوب الرجولة والفحولة لنضع النقاط فوق الحروف وتحتها، لتتضح الأمور، ولننتهي من هذه العقدة التي ورثناها عن الأزمان القديمة زمن «الفحل» و«الفحول» وكأننا نحيا حياة القطعان في البرية، كيف لنا أن نجد لقاحاً أو مصلاً لفيروس كورونا (كوفيد 19) الذي بات يهددنا، ونحن لا زلنا نشغل أنفسنا بحوارات عن الفحل والفحولة، ويحك يا صديقي العزيز، بت مقتنعاً أن الطريق إلى التمدن لا يزال طويلا.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
copy short url   نسخ
04/06/2020
2371