+ A
A -
بقلم: آمنة العبيدلي
في خضم الأخبار التي تبعث على القلق والتوتر من هنا وهناك، عن فيروس كورونا وتداعياته وعجز الدول عن التوصل إلى علاج له، وعما يجري في لوس أنجلوس بأمريكا، وبخصوص النزاعات والحروب التي تدور رحاها في مناطق وبؤر كثيرة من العالم، إذ بخبر سار يهب علينا كنسمة صيف رقيقة تلطف الأجواء وتمسح الوجوه فتزيل من عليها العبوس وتعيد إليها البسمة ملامحها الجميلة مرة أخرى، إنه خبر اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لمقترح صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مؤسسة التعليم فوق الجميع وعضو مجموعة المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة باعتماد يوم التاسع من سبتمبر كل عام يوما عالميا لحماية التعليم من الهجمات.
هذا هو شأن دولة قطر دائما، تقدم مبادرات لصالح البشرية جمعاء، فمن يتأمل في فحوى هذا المقترح وما يترتب عليه من نتائج يجده كفيلا بحل مشاكل الإنسانية، وتحقيق السعادة للجميع بعد أن غابت عن معظم سكان هذا الكوكب، فلم يتذوقوا لها طعما ولم يعرفوا عنها غير الاسم، فما تعاني منه الإنسانية اليوم من فقر ومرض ونزاع وحروب وعجز عن تحقيق الرفاهية ما هو إلا نتاج الجهل وإهمال التعليم النوعي الذي يمكِّن من إيجاد حياة سعيدة تحفظ آدمية الإنسان الذي كرمه الله تعالى، وسيضاف هذا المقترح إلى رصيد دولة قطر التي قدمت مبادرات كثيرة لصالح البشرية كلها تبحث في التخلص من أسباب ودواعي القلق والشقاء، فكل التحية والتقدير إلى صاحبة السمو التي تعمل ليس من أجل قطر وحدها ولا من أجل العرب وحدهم، وإنما من أجل الجميع، والحقيقة هي أن المقترح ليس رصيدا لدولة قطر وحدها بل رصيد للأمة العربية والإسلامية التي كان لها في وقت ما قد مضى قصب السبق في النهوض بالتعليم والتوصل إلى كثير من الاختراعات التي نمت وازدهرت على أيدي الآخرين.
لا سبيل إلى تحقيق السعادة للإنسانية غير سبيل التعليم، وتنوير العقول وتفتيح الأذهان على أسرار كثيرة في الكون نحن في أشد الحاجة لها خصوصا الآن عن أي وقت مضى بعد أن رأينا في أماكن كثيرة حول العالم المدارس والمؤسسات الإعلامية تدمر بواسطة آلات الحرب والتلاميذ من بين الضحايا وكتب العلم ملقاة ومهملة في كل مكان، نسأل الله أن يكون هذا المقترح في ميزان حسنات صاحبة السمو وميزان حسنات قطر التي ستظل دائما في موقع الريادة والمقدمة وفي صدر قائمة المبادرات الهادفة والله ولي التوفيق.
copy short url   نسخ
03/06/2020
1455