+ A
A -
قال الله في سورة البقرة: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)، ووصف الله نفسه لعباده بقوله سبحانه (إن الله بالناس لرؤوف رحيم)، وقال في سورة الفاتحة: (الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم) جملة من الفضائل، منها الرقة، العطف، اللطف، الكرم، المنة، الحلم، الخلق، والرحيم هنا ليس الرحيم على نفسه وبطانته وناسه وخاصته، ولكن الرحيم على الناس كلهم دون تمييز، وشفيع الخير، والساعي في الخير، هو الذي تجتمع فيه هذه الخصال كلها، جاء في الأثر «أن الناس لن تدخل الجنة بأعمالها ولكن برحمة الله وسخاوة النفس، وسلامة الصدور، والرحمة لجميع المسلمين» فالشفيع في الخير، من يشفع شفاعة حسنة، ويلتمس العذر للآخرين، ويعذرهم، ويعينهم، ويأخذ بيدهم، ويتمنى لهم الخير والنجاح والتوفيق والدرجات العالية في الدنيا والآخرة، ييسر ولا يعسر، يبشر ولا ينفر، هذا الذي ينشد به الظهر يعين ويعاون، هذا الذي يتشرف به المكان ويتعطر به الزمان، «صدقة اللسان» كلمة طيبة في حق زميلك، تشفع له، تدفع عنه أي مظلمة، تأخذ بيده، تعينه، وتدفع عنه الوصوليين والدساسين والمغرضين الذين يقدحون به عند رئيسه أو مديره، من وراء ظهره، والتشكيك في قدراته ونواياه في غيابه، لأنهم أصغر وأحقر من أن يواجهوه في العلن، هذه الشخصيات التي غالباً لا تشفع في الخير، شخصيات ضعيفة، ضيقة الأفق، سيكوباتية مريضة، تكره الخير للناس واعتادت على أذية الآخرين، وتكون ضد كل شيء، ولا تفكر إلا في الضرر والتدمير والتخريب على غيرها، وتستغل الفرص والمواقف لتدمير الآخرين وتشويه منجزاتهم والتقليل منهم والتهوين من دورهم في محيط العمل لأن هذا الفعل يمثل إشباعا لرغباتها، حتى تنال رضا مديرها، وتتسيد كل شيء في إدارته، لتدخل جنته، الوارفة الظلال، من أبوابها الثمانية.
وحسبنا الله ونعم الوكيل، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
[email protected]
copy short url   نسخ
03/06/2020
1790