+ A
A -
يعقوب العبيدلي
سيحوا في الأرض تنبسطوا وتغنموا، جاء في الأثر: «لو يعلم الناس رحمة الله للمسافر لأصبح الناس على ظهر سفر»، واعلم أن الله بالمسافر رحيم، يقول أهل الدنيا: «في الحركة بركة»، وبالقياس على ذلك يمكن أن نقول: «السفر ولود، وعكسه عاقر» ما أحلى السفر، كل يوم في مكان جديد، تأنس بالجديد، وتتعايش مع الجديد، وتحلق مع الجديد، وتفترش الجديد، وتتدثر بالجديد، ورأيي المتواضع في السفر، تنقل فلذات الهوى في التنقل، ولا تبك من ذكرى حبيب ومنزل، السفر جمال، وثقافة وسياحة، يوسّع مداركك، ويضيف إليك، السفر حياة والعالم واسع، سافر حتى تعيش الحياة، وتتعرف على العالم قبل أن تغادره، في السفر جمال، يجملك ويزينك، إنه تعليم وثقافة وسياحة، ومتعة وترفيه واكتساب خبرة، وربما بزنس وعمل واستثمار، ربما أخبركم عنه الرحال (علي بن طوار) في برنامجه الماتع الممتع (خطى الرحالة) الذي عرض في رمضان، خوش برنامج وبن طوار نجم وفنان، حتى لا أستطرد أكثر، إن عبادة التأمل في السفر رائعة، واستثمار اللحظات في السفر ماتعة، واقتناص الفرص فيه ممتعة السفر حلو نحو هدف تقصده، مع حب تهواه، أو حزن تنساه، أو أو أو.. تتعدد الأسباب والسفر واحد، السفر مدرسة فصولها تجارب، وأبجدياتها معرفة، ومحصلتها ذكريات، (حصة) في السفر تتعلم منها الرقة والأدب والعطف متبادل وفنون المجاملة والحرص على المشاعر، رفاق السفر تتعلم منهم الترفع عن صغائر الأمور، وحسن المعايشة، والعطف والاحترام المتبادل. الذين يسافرون يتغيرون للأحسن في الغالب، تتغير نظرتهم للحياة، تتغير فكرتهم عن أشياء كثيرة، عن الجمال، عن العلاقات، عن الولاء، عن الانتماء، عن نظرتهم للحياة، عن الحب. والسفر أحلى علاقة حب، قد يشفيك، وينميك، ويبنيك، بعض البلاد مثل (تركيا) معشوقتي، وبعض المدن مثل (بليك دوزو) مدينتي في اسطنبول -تبعد عنها قليلاً تحديداً، تحمل في شوارعها وحدائقها ومساحاتها وشواطئها قوة الشفاء، (بليك دوزو) تركيا.. تغير مجرى حياتك ومزاجك، تفتح لك الأبواب لا توصدها في وجهك، وتعود منها غانما فائزا سالما معافى، أو عاشقا مستهاما رائعا، كم أنا مشتاق للسفر إلى معشوقتي.
.. لكن كل ذلك مؤجل حتى يصبح العالم في مأمن من فيروس كورونا وتعود الحياة لطبيعتها في الطائرات والمطارات .
وعلى الخير والمحبة نلتقي
copy short url   نسخ
31/05/2020
1714