+ A
A -
هو صاحب ذلك الوجه الذي ينهق كالحمير، وينعق كالبومة، ويسأل (س) و(ص) من الناس، وأضاع حسناته في رمضان، وأضاع تقواه، أطاع شيطانه فأرداه، من صفات صاحب هذا الوجه، أنه شجاع الوجه، يعني وقّاح، لا يستحي ولا ينتخي، ولو خلا بشيء ما رده شيء، وكما قال الشاعر «إذا رزق المرء وجها وقاحا، تقلب في الأمور كما يشاء» يحمل في نفسه وقلبه غلاً وحقداً وسوء سريرة للآخرين، لا تهمه إلا نفسه ومصالحه وتحقيق أهدافه ومراميه والتقرب من المدير والسادة المسؤولين لينال جنة رضاهم، قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ)، «سورة البقرة: الآيتان 204 - 205». لا يحمل لزملائه في العمل والآخرين إلا الحقد والغل و«التصيد في الماء العكر» كوجهه العكر الوقح الذي لو دق الحجارة بوجهه لأثر فيها !، والوقاحة والسفه وسوء الأخلاق مرض يتصف صاحبه بعداوة القلب، وهي محرمة في ميراثنا العظيم، لأنها تشيع الكراهية، ولها نتائج خطيرة على صاحبها أو صاحبتها ومؤسسات المجتمع، ومحيط العمل، الوجه الوقح يتمنى الإضرار بالغير، وتمني زوال النعمة والحظوة عن زملائه، فيحزن بنعمة الله عليهم وتميزهم عنه، ويفرح بمصيبة أصابتهم، أو لفت نظر يصلهم، ويشمت بما أصابهم من البلاء، أو يتمنى الإضرار بهم عند صنّاع القرار والمتنفذين في محيط العمل ! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فمن مستغفر فيغفر له ومن تائب فيتاب عليه ويرد أهل الضغائن بضغائنهم حتى يتوبوا» والضغائن في الحديث الأحقاد والسلوكيات المشينة، وقال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من لم يكن فيه واحدة منهن فإن الله يغفر له ما سوى ذلك لمن يشاء، من مات لا يشرك بالله شيئاً ولم يكن ساحراً يتبع السحرة ولم يحقد على أخيه»، وقال: «لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئاً، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر» والله لا يرضى بالغل والحقد والقيل والقال في بعضنا البعض، حتى نكون أنقياء القلب والنفس، ولكن ( وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ).
إن غل القلوب وحقد النفوس يؤدي إلى الفُجر في الخصام والضغائن، فيؤدي إلى هتك ستر الزميل، وتتبع عوراته، وتصيد زلاته، وتشويه صورته، والافتراء عليه عند رئيسه أو مديره، والسخرية منه، والتشكيك فيه والتشكيك وسيلة الضعفاء الذين يختبؤون في جحورهم كالفئران، والوقح السفيه يعيش في ضنك، ويشغل وقته في ما لا ينفع، بل يضر، فهو مشغول دوما بمراقبة من يحقد عليه فلا يهنأ، وتلتهمه ناره، كالشيطان لعنه الله، وقد قيل: أربع قبائح وهي في أربعة أقبح، الغل في الملوك، والكذب في القضاء، والحسد في المسؤول، والوقاحة في النساء! وحسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم إنا نسألك السلامة، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم: يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
30/05/2020
1739