+ A
A -
كل ما في هذا العالم لله، وكل ما يجري في العالم من خير وشر، نفع وضر، بقضاء الله وقدره، وكل ما قضاه الله كائن وحاصل، ودورنا نحن فقط «نعقلها ونتوكل» نأخذ بالأسباب ليس إلا، قال الله تعالى لمريم عليها السلام (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا)، ولم يأمرها بأكل الرطب فقط، ونحن لو توكلنا على الله حق توكله، لرزقنا كما يرزق الطير، تغدو خماصاً، وتروح بطانا، سيلهمنا الصواب والتوفيق والطريق الصح، اليوم عندما نتفكر فيما يحدث في عالمنا من أحداث وأمراض وابتلاءات واتهامات وتلفيقات وانتهاكات وصرخات واستغاثات ومتناقضات وكذب صارخ ومؤامرات ومؤتمرات لتمرير «الخريط» والكذب والمؤامرات على الأمة، «صفقة القرن أو غيرها من

صفقات» كاذبة، كل هذا «المر سيمر» بتفاصيله، المُوحشة المُؤلمة، وهذه الحبسة في البيت ستنفرج وتنتهي نهاية قريبة، وستحل مكان الأتراح الأفراح، وسترتفع المآذن بالأذكار، وسنحجز للأسفار، وستأتي الأخبار بانتهاء الحصار، وكلها أخبار نصر وتمكين وفرح وسعادة، وستمر هذه الظروف الاستثنائية، وستكون مُجرد ذكريات نتذكرها فنبتسم وسنشكر الله تعالى على منحنا القدرة على الصبر والتحمل، وسينعم الله علينا بالخير، وسيعوضنا بدل هذه المحنة منحة من البركة والسعادة، سنتعافى إن شاء الله من الكورونا (كوفيد 19) وستنجلي الأحزان، وتعود الطيور إلى مواقعها، وستعود البسمة، وستشرق الشمس من جديد، لأنها سُنة الله تعالى في كونه، وفي خلقه، ولأن الله تعالى لا يُخلف عباده ما وعدهم به من النصر والتمكين، قال الشاعر:

وإذا خشيت من الأمور مقدراً

وفررت منه فنحوه تتوجه

مسؤوليتنا الأخذ بالأسباب والباقي على رب الأرباب..

وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
28/05/2020
2811