+ A
A -
كتبت آمنة العبيدلي
ها هو عيد الفطر المبارك قد جاءنا في ظروف استثنائية غير عادية تشهدها البشرية كلها، ظروف تفشي وباء فيروس كورونا الذي غير كثيرا من وجه الحياة وطقوس المناسبات الدينية والاجتماعية، وبسببه فرضت الدول على الشعوب البقاء في البيوت وعدم التجمعات حماية ولهم ووقاية من الإصابة بهذا الفيروس، وبالطبع كان من المظاهر التي تأثرت بوجود الفيروس الاحتفاء بشهر رمضان الفضيل ومن بعده مظاهر الاحتفال بالعيد من تكبيرات وصلاة العيد وزيارات الأقارب والتراحم من خلال ارتياد مجالس العيد عقب الصلاة لتبادل التهاني وإحياء تراث عادات قديمة حافظت عليها الأجيال المتعاقبة للترابط بين أفراد المجتمع والتواصل فيما بينهم.
وفي هذا التحقيق، تلقي الوطن الضوء على مظاهر احتفال القطريين بالعيد داخل البيوت، فماذا استجد وكيف تعاملوا مع الظروف الراهنة؟



تبادلنا التهاني إلكترونيا

‏قال محمد الكعبي: نحن لم نتخلَ عن عاداتنا في العيد رغم البقاء في البيوت احترازا وحماية من فيروس كورونا، ففي صباح العيد ونحن في البيت كبَّرنا تكبيرات العيد المعتادة وحمدنا الله على أن بلغنا رمضان وأعاننا على الصيام والقيام ثم صلينا العيد جميعا نحن أهل البيت، وتبادلنا التهاني مع بعضنا البعض، وقد لبسنا الجديد من الأثواب وتزينت السيدات والفتيات بلبس الجديد ونقش الحناء وجلسنا جميعا في أبهى حلة حول سفرة العيد نتناول ما لذ وطاب من الحلويات التقليدية لأهل قطر مثل الخبيص والساقو والزلابية مع بعض الحلويات العربية والأفرنجية الأخرى، ثم قمنا بعد ذلك بالتواصل مع الأرحام والأقارب والأصدقاء عبر الفيديو وتبادلنا التهاني بالعيد معهم، وفي الظهيرة اجتمعنا على مائدة الغداء، والحمد لله استمتعنا بالعيد كما لم نستمتع من قبل.
‏وأضاف قائلا: لا بد للإنسان أن يفكر كيف يتعايش مع الظروف التي تفرضها الضرورة أحيانا، ونستمتع بحياتنا والحمد لله التكنولوجيا يسَّرت الكثير من متطلبات الحياة وساعدت على تعزيز العلاقات الاجتماعية فكان من جماليات العيد هذا العام في ظل البقاء في البيت أن الأسرة كلها احتفت بالعيد مع كامل أفرادها وفي نفس الوقت التواصل مع الأقارب والمعارف سواء في قطر أو خارج قطر.



مجـالــس العـيــد افتــراضية

‏قال عبدالرحمن العبد الجبار: أولا في البداية أرفع أصدق التهاني إلى سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بهذه المناسبة العظيمة، والتهنئة موصولة إلى حكومتنا الرشيدة وشعبنا القطري الحبيب، أما بالنسبة لهذا الموضوع فمن أهم ما يميز عادات أهل قطر في العيد قديما وحديثا تجهيز المجالس في البيوت قبيل العيد بأيام لاستقبال الضيوف بعد الصلاة، ويوم العيد تنبعث منها روائح العود والبخور، ويتم تزويدها بما لذ وطاب من حلويات العيد والتمر والقهوة ترحيبا بالزائرين من الأقارب والأصدقاء، وهذا العام بسبب وباء فيروس كورونا وتداعياته وبناء على تعليمات وتوجيهات الدولة بعدم الزيارات والبقاء في البيوت في أيام العيد تجنبا للعدوى اقتصرت المجالس على أهل البيت فقط، لكن هذا العام ظهر نوع جديد من المجالس يمكن أن نطلق عليها «مجالس الفيديو» أو «مجالس عبر الفيديو» إذ أن الأقارب والأصدقاء الذين يلتقون في المجالس كل عام التقوا هذا العام عبر تقنية الفيديو وتبادلوا التهاني بالعيد وتعزيز العلاقات الاجتماعية، كما كان يحدث في المجالس التقليدية اللهم قد غاب عنها تناول القهوة وحلويات العيد والمكسرات ولكنها كانت تجربة مفيدة وممتعة. ‏وقد استفادت العائلات بأن جعلت العيد بكل مظاهره ومباهجه لا يخرج من البيت إلى المولات واماكن التجمعات المعتادة مما زاد من دفء الأسرة، فالأسر بكاملها الأب والأم والأولاد يقضون أيام العيد مع بعضهم البعض داخل البيت مما عزز من الترابط الأسري، ففي الأعوام السابقة كان بعض أفراد الأسرة في مجالس الأقارب وفي نفس الوقت أفراد آخرون في المولات والأسواق وآخرون داخل البيوت، أما هذا العام فجميع أفراد الأسرة يقضون العيد مع بعضهم وهذا له شعور جميل ربما تعرفه كثير من الأسر لأول مرة.



ارتدينا الملابس الجديدة.. وجلسنا مع الأبناء

‏قال السيد عيد السليطي إنه منذ أن انتشرت وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت التهاني بالعيد في جزء كبير منها تتم عبر الرسائل النصية والمصورة حتى لو لم يكن هناك حظر للخروج من البيوت، وأضاف أن الاختلاف الكبير هذا العام هو عدم أداء صلاة العيد في المساجد مع تكبيرات العيد، لكن الحمد لله أهل قطر مارسوا شعائرهم الدينية فقد علت الأصوات بالتكبيرات داخل البيوت وأدوا صلوات العيد داخل البيوت أيضا ثم ارتدوا الجديد من الثياب والغتر والنعال وجلس الجميع مع بعضهم العض في أبهى صورة وفي سعادة غامرة تناولوا حلوى العيد والكعك والمكسرات.
‏واستطرد قائلا: تعتبر العيدية أحد أهم عادات الاحتفال بالعيد، سواء عيد الفطر أو عيد الأضحى وهي ذات أهمية وقيمة كبيرة وخاصة بالنسبة للأطفال، الذين يتوقون للحصول عليها من عيد إلى عيد، باعتبارها مصدراً للسعادة والبهجة وتعكس روح العيد، وبالرغم من أن مظاهر الاحتفال بالعيد قد اختلفت هذا العام بسبب الفيروس إلا أن العيدية ظلت محتفظة ببريقها وأصالة وجودها، فالأولاد قد حصلوا عليها وأما للأقارب فلن يعدم البعض الوسيلة لتقديمها ولكن عندما تنتهي فترة الحظر، ونسأل الله تعالى أن يأتي عيد الأضحى وقد اختفى كورونا من الوجود



عـشـنـا الفـــرحــــة داخـــل بيــوتـنـــا

‏قالت السيدة اليازي الكواري: أولا أرفع أصدق التهاني لمقام سيدي حضرة صاحب السمو الأمير المفدى حفظه الله ورعاه وإلى حكومة وشعب قطر، بمناسبة عيد الفطر السعيد، سائلة الله تعالى أن يديم نعمة الأمن والأمان على قطر.
وأضافت: بالنسبة لقضاء العيد في ظل البقاء في البيوت، فطبعا الأمر غريب نوعا ما فنحن مثل بقية شعوب المنطقة كنا نصلي العيد ونعود من المصلى إلى المجالس نستقبل فيها الأحبة من الأقارب والأصدقاء، ولكن الأمر اختلف هذا العام فتواصلنا معهم عبر الفيديو، وبعد ذلك مارسنا طقوس العيد داخل البيوت فقد كبّرنا وصلينا بالبيت، وهذا بإذن الله مما يدخل البركة إلى البيوت، جميع أفراد الأسرة ارتدوا الجديد من الثياب وعشنا فرحة العيد داخل البيوت، حتى أن الأطفال في بعض الأسر مارسوا ألعابهم داخل أسوار البيوت.
وتابعت الكواري: ‏لم تغب حلويات العيد عن سفرة العيد في الصباح، وتناولنا غداءنا المعتاد في الأعياد ظهرا، ونسأل الله أن يأتي عيد الأضحى وقد رفع الله وباء كورونا عن البشرية جمعاء، وكل عام والجميع بألف خير وعساكم من عواده.



العيدية عبر الخدمة البنكية الإلكترونية

‏قال عبدالعزيز السليطي: رغم البقاء في البيوت لم يغفل أهل قطر المظاهر الدينية والاجتماعية في العيد، فبعد صلاة فجر يوم العيد علت تكبيرات العيد داخل البيوت «الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد» وعندما حان وقت صلاة العيد أداها القطريون في بيوتهم، ثم قاموا بتبادل التهاني مع بعضهم البعض وقاموا بالاتصال عبر الهواتف الذكية مع أقاربهم وأصدقائهم وتشكلت مجالس العيد عبر الفيديو.
‏كما تطرق بالحديث عن تقديم العيدية للأطفال والأرحام فقال: العيدية بالنسبة للأولاد مثل كل عام كل رب أسرة قام بتقديم العيدية للأولاد وبالنسبة للأرحام الذين لم يتم التمكن من زيارتهم بسبب الظروف الراهنة فهناك من قام بتحويل مبالغ العيدية لذوي الأرحام عبر خدمات البنوك الإلكترونية. ‏لكن أريد أن أضيف شيئا فيما يتعلق بالعيدية هذا العام وهو أن الظروف الراهنة التي تفرض البقاء في البيوت سوف تعلم الأولاد ثقافة الادخار فبحكم وجودهم في البيوت وعدم الخروج إلى المراكز التجارية التي كانت تستنزف العيدية سيتم ادخار المبالغ وهذا شيء جيد، نريد أن نعلم الأبناء ترشيد الإنفاق وعدم تبديد العيدية إلا فيما هو مفيد.
copy short url   نسخ
25/05/2020
598