+ A
A -
يعقوب العبيدلي
عن أمنا عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت يا رسول الله: أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي «اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني»، جلنا مقصرون خطاؤون مسرفون مبذرون، فرصة في هذه الليالي العشر المباركة أن نفزع لمثل هذا الدعاء، سواء في الصلوات الخمس أو التراويح أو القيام التهجد أو الوتر، لو تعلمون فضل هذا الدعاء لذكرتموه في كل حين، حتى في الفراش، لأنه ليس هناك أفضل من العفو والعافية، وكما قال صلى الله عليه وسلم: «اسألوا الله العفو والعافية»، فإن أحدا لم يعط خيرا من العافية، فينبغي أن نكثر من سؤال الله العفو حتى نكون من السعداء إن شاء الله. هذا الدعاء العظيم هو من خير ما ندعوا به في هذه الليالي، ففيه توسل إلى الله بصفاته الكريمة منها «العفوّ» وهو الذي يعفو ويغفر الذنوب ويسترها، ويبدلها حسنات، و«الكرم» وهي سعة العطاء وسعة الفضل وسعة المغفرة، ثم أكدت في دعائك: (تحبُّ العفو) أي أنك ربي عفو كريم وتحب العفو عن عبادك الضعفاء المذنبين المقصرين؛ (فاعف عني) سألته أن يعفو عنك، وهذا العفو إن فزت به فقد ظفرت ونجحت؛ لأن من عفا الله عنه فقد فاز، احرص أن تستثمر هذه الأوقات القليلة في القرب من الله والقرآن وهب نفسك للطاعات حتى تخرج من رمضان وأنت من الفائزين المغفور لهم إن شاء الله، وردد عند الإفطار: «يا واسع المغفرة اغفر لي» حتى تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك. وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مخبراً عن ربه عزوجل: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به»، وقد قيل: «ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً» ومن تواضع لله رفعه، ربي أعنا على الصيام والقيام وصالح الأعمال، ولا تجعلنا من الغافلين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
copy short url   نسخ
19/05/2020
2707