+ A
A -
كشف الخطاب الفاقع الذي ألقاه نتانياهو أمام الكنيست بعد أن نالت الحكومة الـ 35 ثقة البرلمان (الكنيست) بأغلبية 73 صوتاً، ومعارضة (46) وامتناع صوتٍ واحد، عن الحالة العامة التي تسود المجتمع «الإسرائيلي» الصهيوني على أرض فسطين.
فسياسة الضم هي السائدة، والمجتمع «الإسرائيلي» يندلق أكثر فأكثر باتجاهات اليمين واليمين المتطرف، وبات لا يكترث للعملية السياسية مع الفلسطينيين سواء انتهت للطريق المسدود، أم استمرت باتجاه دفع الفلسطينيين لتقديم المزيد من التنازلات، والقبول بمشروع الضم «الإسرائيلي» الجديد لأجزاء واسعة من الضفة الغربية، ولمنطقة الأغوار بكاملها.
لذلك فإن خطاب نتانياهو أمام الكنيست لنيل ثقة الحكومة، كان خطاب ضم بامتياز، لدولة تقفز عن القانون الدولي وتمارس الـ (بلطجة) في ظل الدعم والتغطية الأميركية اللامحدودة لسياستها، في العهد الحالي للرئيس دونالد ترامب والفريق المتصهين المحيط به في ادارته. وخاصة صهره لاجارد كوشنير، وسفيره في فلسطين المحتلة اليهودي الاميركي ديفيد فريدمان، الذي يقيم أصلاً في احدى مستعمرات القدس، ويشجع «إسرائيل» على خطوات الضم والاستيلاء على الأرض الفلسطينية منذ وقتٍ طويل.
إن ما شجع نتانياهو على تقديم خطابه الفج، واعلانه من على منبر الكنيست عن مشروع الجديد /‏ القديم، للضم، هو الحالة العربية المستكينة، الغائبة عن القيام بأي دور حقيقي في مواجهة السياسات «الإسرائيلية»، بل بالعكس تماماً، فإن نتانياهو مرتاح جداً في ظل هرولة البعض من العرب الرسميين باتجاه فتح قنوات الاتصال، والتطبيع مع الاحتلال، وسعي بعض العرب الرسميين لإحداث عملية «كي الوعي» للشارع العربي، من خلال التعاطي مع «إسرائيل» والتنظير للعلاقة معها باعتبارها دولة طبيعية في المنطقة، وأن القضية الفلسطينية ليست ذات شأن.
إن المرحلة التالية، صعبة جداً، خاصة على الفلسطينيين، وعلى قياداتهم الشرعية، في السلطة الوطنية الفلسطينية، التي وجدت نفسها تحت الهاوية «الإسرائيلية» وبين طرفي تلك الــ «كماشة» «الإسرائيلية» الأميركية من الضغوط لتبليعها مشروع الضم الجديد/‏ القديم. كما أن الأردن الشقيق سيجد نفسه أمام وضعٍ صعب حالة اقدمت حكومة الاحتلال على ضم الأغوار، وبالتالي عزل وتطويق الفلسطينيين بالضفة الغربية، ومنع أي تواصل جغرافي بينهم وبين الأردن. ليصبح الكيان الفلسطينية اشبه بـ (ابارتهايد جديد).
إن الرد العربي على خطاب نتانياهو، يُفترض أن يكون جدياً وحاسماً، لجهة الخطاب السياسي، ولجهة التحرك على كل المستويات لإدانة ورفض القرار «الإسرائيلي». ومنع أي تطبيع مع هذا الكيان الغاصب.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
19/05/2020
1162