+ A
A -
يعقوب العبيدلي
قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى)، ومن مشى في منفعة أخيه فأجره أجر المجاهد في سبيل الله، وأحب خلق الله لله أنفعهم للناس، ومن سعى لأخيه في حاجة – قضيت له أو لم تقض – غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتبت له براءتان من النار ومن النفاق، يا ربي ما أكرمك، وجاء في الأثر «أتدرون ما يقول الأسد في زئيره ؟ يقول: اللهم لا تسلطني على أحد من أهل المعروف، وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قيل يا رسول الله، أي الناس أحب إليك ؟ قال صلى الله عليه وسلم «أنفع الناس للناس» و«أفضل السرور، إدخال السرور على المؤمن» والسرور اشباع جوعته، وتنفيس كربته، وقضاء دينه، ومن مشى مع أخيه في حاجة، كأنه كصيام شهر واعتكافه، ومن وقف مع مظلوم - وقفة رجل - ثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام، إدخال السرور على قلب مسلم سعادة وأي سعادة تستشعرها عندما تسعد الآخرين أو تشارك في إسعادهم أو تخفف آلامهم، سعادة لا تحس بها إلا النفوس التقية النقية، التي رجاؤها وجه ربها لا سواه، عبادة مخلصة لرب العالمين سبحانه، هناك ظروف صعبة، كد وتعب ومشقة وصعاب ومشكلات واختبارات وآلام، وأفراد يعانون وأسر تعاني، بحاجة إلى يد حانية، تربت على أكتافهم في أوقات الأزمات، وتجبر كسرهم في أوقات الآلام، وتبلل ريقهم بماء رقراق عند جفاف الحلوق، وعند ضياع
الحقوق، كن كحال سفراء قطر الخير، في سفاري الخير، إن من أدخل على أهل بيت من المسلمين سروراً، لم يرض الله له سروراً دون الجنة.
إدخال السرور على قلب المسلم من أحب الأعمال إلى الله، فتأمل، إن مجتمعاتنا العربية تعيش الصراعات، على المصالح والزعامات، والناس تستصرخ فينا النخوة العربية الإسلامية أن نسارع إلى نجدتها، وتفريج كربتها، وتخفيف آلامهم، وإطعام جائعهم، وامدادهم بمستلزمات جائحة الكورونا التي ألمت بهم، والحمد لله أن صندوق قطر للتنمية جهوده ملموسة ومقدرة في هذا الجانب، تجسيداً للتكاتف والتعاون بين الأشقاء والأصدقاء، وانطلاقاً من واجب المسؤولية الدولية المشتركة لوقف انتشار هذا الفيروس الذي دوخ العالم، وتحقيقاً لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم «من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل» نسأل الله الأجر والسلامة وحسن الخاتمة، وتفريج الغمة عن هذه الأمة، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
14/05/2020
4251