+ A
A -
يعقوب العبيدلي
أخي وصديقي وحبيبي الشيخ التربوي ومعلم الأجيال الخير الفاضل محمد الأنصاري، أرسل لي في الثلث الأخير من ليلة البارحة برسالة تحفيزية تذكيرية بأنه حان الآن الثلث الأخير من الليل، والدعاء مستجاب، والرحمن قد وعد، جزاه الله خيراً، نعم الأخ والصديق، رفع الله قدره، وأثلج صدره، ثلث الليل الأخير ينزل الله إلى السماء الدنيا ليعطي كل سائل مسألته، ويجيب دعاء كل داع في ذلك الوقت، دعاء الأسحار من صفات المتقين الأخيار: «كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» دعاء الثلث الأخير من أفضل الأعمال إلى الله تعالى، فيه معنى من السريّة والإخلاص لله عزّ وجلّ، وهو مشتمل على لذة في المناجاة، أي شيء تبحث عنه اطلبه في الثلث الأخير من الليل، تبحث عن السعادة اطلبها، عن المكانة اطلبها، عن النجاح في الدراسة اطلبه،، الثروة اطلبها، الطمأنينة، الراحة، الرضا، الأمن، والأمان، السرور، البهجة، الانشراح، البشر، الزوجة، بنت الحلال، ولد الحلال، الاستقرار، الحب، بيت في الجنة، جنات النعيم، العلم النافع، الصحة، لا تخلي في خاطرك شيئا، كل شيء اطلبه، فأنت بمعية ملك الملوك، الكريم العظيم.
أي شيء تطلبه سيتحقق لك عاجلاً أم آجلاً.. الرحمن قد وعد، وأي شيء تبحث عنه ستجده، الله سييسره لك ويبسطه بين يديك، هناك لذة وسعادة في الدعاء في الثلث الأخير، وفي أوقات ولحظات رمضان كلها، الثلث الأخير فيه اللذة والحلاوة والمتعة والسعادة، فيه طمأنينة القلب، وسكينة النفس، وطمأنينة، ما أعظمها حين تحل وتنسكب في القلب «الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، ما أعظمها من نعمة، وما أعظمها من لذة، لو تفاعلت معها بانفعال صادق لو عشتها حقيقة بشكل كامل، وبشكل مستدام، ومتواصل، ستنال اللذة، وتحقق الهدف، كل هذه المشاعر التي تتولد في الثلث الأخير من الليل من المحبة والميل العاطفي، إنما رابطها الإيمان الذي يغذيها وينميها، ويجعلها متعةً ولذة، لذا لا أستغرب قول سلف الأمة عندما تذوقوا هذه الحلاوة وحينما قالوا «والله إنا لفي لذة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف».. ذاقوا طعم اللذة ومناجاة الله، ذاقوا الصلة بالله وكم هي عظيمة، التعلق بالله نعمة، سيحقق لك أحلامك وتطلعاتك، وأمانيك، وحاجاتك، سيسوقها لك الله من حيث لا تحتسب، الدعاء في الثلث الأخير من الليل نعمة لا تدانيها نعمة، ولا توازيها منة، غيرك ينشغل بالمسلسلات، والفضائيات، وأنت منشغل مع رب البريات، وحصد الحسنات، جل الناس يتنافسون على غنائم الدنيا، وأنت تتنافس على غنائم الآخرة، فضل من الله حباك وخصك به «ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء»، نسأل الله القبول والفرج، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
12/05/2020
2212