+ A
A -
يستحق بنيامين نتانياهو، وعن جدارة، تسميته بلاعب «حجر النرد»، أو لاعب «القمار السياسي»، حين حوّل السياسة الداخلية في «إسرائيل» إلى «لعبة قمار» بين مختلف الأحزاب، في الصراع التنافسي على كعكة السلطة والقرار. فقد بات، وبناءاً على تجربته السياسية في «إسرائيل» على دراية كاملة بالأساليب والألاعيب السياسية، تلك التي أوصلته بعد أخذٍ وردٍ وبعد مساوماتٍ، إلى ترؤس الحكومة الائتلافية الجديدة، مع «حليفه الجديد» و«منافسه السابق» الجنرال بيني غانتس، واستطاع أن يدفع نحو تفكيك التحالف المعارض له والمعنون بقائمة (كاحول/‏لافان) أو (أزرق/‏أبيض).
وربما يذهب البعض للقول إن رئيس «إسرائيل» رؤوبين ريفلين، الليكودي الأصل، قد ساعد نتانياهو في ألاعيبه وتكتيكاته، ولم يَكُن حيادياً بين مختلف الكتل السياسية البرلمانية كما هو مُفترض، وهذا القول صحيح مائة بالمائة، فرئيس إسرائيل رؤوبين ريفلين غير بعيد عن لعبة نتانياهو وتكتيكاته التي أعادت إنتاجه من جديد، بعد أن كان قاب قوسين من الخروج نحو التقاعد، وإنهاء حياته السياسية، كما كانت تتمنى غالبية القوى السياسية والحزبية «الإسرائيلية» حتى من داخل حزب الليكود، وعلى رأسهم منافسه الأبرز داخل الليكود جدعون عيزرا.
وفي هذا السياق، تشي المعلومات المتوفرة في «إسرائيل» وتقديرات في مختلف أوساط قيادة النيابة العامة إلى أن أنصار بنيامين نتانياهو، سيصعدون هجومهم خلال اليام القادمة، خصوصاً من خلال الشبكات الاجتماعية، ضد المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، مع اقتراب بدء محاكمة نتانياهو بتهم فساد خطيرة، في 24 مايو 2020 الحالي. ونقلت وسائل إعلام «إسرائيلية» عن مسؤول في النيابة العامة قوله إن «المقربين من نتانياهو سيحاولون تحويل المستشار القضائي من موجه الاتهام إلى مُتهم» أي برمي كرة النار نحوه، وهذا جزء من ألاعيب وتكتيكات نتانياهو حين يبادر بالهجوم قبل الدفاع.
وهنا نستنتج أن تشكيل الحكومة الائتلافية في «إسرائيل» وفق الاتفاق الائتلافي سيتم، لكن الحكومة ستعاني الكثير في مسار عملها، وربما ينفرط عقدها خلال العام الأول .
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
12/05/2020
1251