+ A
A -
يعقوب العبيدلي
العنوان أعلاه آية في القرآن في سورة البقرة / 237، تحث وتشجع على اجتماع القلوب وتصافيها، وعدم اختلافها، لأن في الاختلاف تنافرا وصداما، سواء كان بين الزوجين، أو الإخوة والأخوات، أو الزملاء والأصدقاء، أو الجيران، أو الرئيس والمرؤوس، أو غيرهم، الاعتراف بالفضل للآخرين، يجمع القلوب ويقرب المسافات، أما الفجور في الخصومة فيزيد الفجوة اتساعاً، ويولد الصدام لا السلام، وهنا يأتي التوجيه القرآني الكريم، وإن كانت الآية في سياق الحديث عن الأزواج والزوجات، لكن العبرة - بعموم اللفظ لا بخصوص السبب - والأصل في الإنسان هو الفضل والفضيلة، والفضل هو أعلى درجات المعاملة، لأن المعاملة نوعان: واجب، وهو العدل والإنصاف، ومستحب، وهو الفضل والإحسان، (ولا تنسوا الفضل بينكم) قاعدة عظيمة من قواعد السلوك بين الناس عامة، والأزواج خاصة، إنها من أسباب السعادة والانشراح، والتقارب ونسيان اللي راح، ونتيجتها صلاح وإصلاح، وكفى الله المتخاصمين الصراخ، والتباعد والهمز واللمز والسب والشتيمة والتشكيك والتهوين من الطرف الآخر، وكل هذه السلوكيات تشحن الصدور، وتمحق الحسنات، وتكون سببًا في توسيع دائرة الخلافات والتباعد، احفَظ حسناتك، بمسك لسانك، «أربح وأريح».
? وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ? آية جميلة، تقلل دائرة الخلاف، وتدفع نحو الإصلاح، وعودة المياه إلى مجاريها الطبيعية وأحسن، فالحياة جميلة وجمالها «باللمة» و«اليمعة» والتدثر والعناق والحب، وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: «الحر من حفظ الوداد ولو لحظة» وكم من لحظات سعيدة بين الزوجين لا تنسى ! أو بين الأحبة لا يمكن أن تسقط من ثقوب الذاكرة.
ما أحوجنا لتأمل وتدبر هذه الآية الجميلة قبل أي تصرف، قبل اتخاذ أي قرار، بظلم شريك، خلع زوج، قضية طلاق، إساءة لموظف، مضرة زميل عمل، اتهام موظف ظلماً، تفنيش أو فصل زميل عمل قسراً، بدون بدايات أو مسببات أو مبررات، أو عند سرقة مجهودات الغير بشكل فاضح، أو عند تسريب الخلافات الزوجية خارج أسوار
البيت، (ولا تنسوا الفضل بينكم) دافعة للحب والود واللطف من جديد، وترجمة منظومة القيم التي تربينا عليها، كإفشاء السلام، والكلمة الطيبة، والابتسام بدل الخصام، والإحسان بدل «الزيران» والصدام، فيها الراحة والسكينة والاطمئنان، والسرور والبشر، والنجاح والتوفيق، وإصلاح ذات البين بأدب ولباقة وأناقة وأسلوب حواري تعاملي حضاري هادف، أما التجافي والتعالي والصدود و«التبرطم» والسدود والصدود والتشنيع والتلفيق والاتهامات المتبادلة من جانب أو من الجانبين، فإنها تزيد الطين بلة، وتولد الغيرة والحرة، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
11/05/2020
2266