+ A
A -
في البداية نعزي أنفسنا والأمة الإسلامية والإنسانية بضحايا التفجيرات الانتحارية وإطلاق النار العشوائي التي حدثت في مطار أتاتورك قبل يومين في حدث مؤسف أدمى قلوب العالم وأبكى عيون الإنسانية.
كان الحدث- على مأساويته- حدثاً متوقعاً مع الأسف، حيث ان تركيا شهدت سلسلة تفجيرات على مدار الأعوام الفائتة بطريقة منظمة تهدف إلى ضرب أهم ركائز الدولة ألا وهما الأمن والاقتصاد. وارتفعت حدة التهديدات في هذا العام مع قرب الموسم السياحي، حيث ان السياح كانوا محط التهديد -علناً- هذه المرّة، وكأن لسان حال الإرهابيين يعلن أن المستهدف هو النظام التركي بكل أركانه وليس المقصود تسجيل نقاط من أجل تفاوض أو من أجل ليّ ذراع.
التحليلات تطول وتقصر، تسهل وتتعقد، بين أطراف تتحدث عن مؤامرة دولية على تركيا المسلمة والتي تشق طريقها نحو مصاف الدول العظمى وهو ما ترفضه الدول الغربية بحسب وجهة نظر أصحاب هذا الطرح، وبين طرحٍ آخر يتحدث عن أن تركيا تدفع ثمن تراخيها في تأمين حدودها مع سوريا مما غذّى الأراضي التركية بالمقاتلين الأجانب المتطرفين سواء الداخلين إلى سوريا أو الخارجين منها، إلى غيرها من الأطروحات التي تتفاوت في درجة أدلجتها ومنطقيتها وحتى نقائها.
إلاّ أن الأمر الأكيد، أننا أصبحنا في عالمٍ معتوه يقتل فيه الإنسان جموعاً من البشر لا يعرف أديانهم ولا جنسياتهم ولا لماذا يقتلهم حتى! فكيف لنا أن نصدّق أن هناك شخصا ذهب إلى مطار أتاتورك ليَقتل ويُقتل دون أن يعرف لماذا ودون أن نعرف لماذا؟ والنتيجة في النهاية ستصب في صالح أشخاص قد يكون هو نفسه- الانتحاري- لا يعرف أسماءهم ولا أديانهم ولا جنسياتهم!
نعزي تركيا والمسلمين وندعو لها بالأمن والأمان وسائر بلاد المسلمين، والله المستعان.

بقلم : صلاح العرجاني
copy short url   نسخ
01/07/2016
2755