+ A
A -
يعقوب العبيدلي
لحظات روحانية، ماتعة ممتعة، يحلق الصائم معها، ويستشعرها ويسبر أغوارها، تحمل مشاعر وأحاسيس مفعمة بمشاعر الحب والسلام والود والتسامح، والخضوع لله والصدق مع النفس، لحظات من السمو الروحي والإيماني ممزوجة بمشاعر الرضا والسكينة والقبول بشعائر الدين الإسلامي الجميل، وتأتي اللحظات الحاسمة (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) البقرة / 172.
ومع مدفع الإفطار، ونداء الله أكبر.. الله أكبر نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم، بتناول حبات التمر مع اليقط، أو اللبنة، وشربة الماء – أو ما تشاء - هنا تشعر وكأنك ملكت الدنيا بما فيها، فرحة تملأ القلب والروح، ولحظات منعشة، ذات طابع خاص، وأحاسيس فريدة مفعمة بمشاعر التميز، أجواء إيمانية خيالية، تشعر معها بأنك نلت الصراط المستقيم،
واجتزت الصراط المنصوب على جهنم، لحظات ما قبل الإفطار، لحظات شكر وعرفان وامتنان للرب المنعم المتفضل المنان، لحظات دعاء مع الرب القائل سبحانه «ادعوني أستجب لكم» فرصة اطلبوا كل ما تتمنونه، وتتطلعون إليه، وتحلمون به، اطلبوا المزيد من العبادة والتقوى والطاعة والتحلي بالفضائل والشمائل والخصال الحميدة، اطلبوا من الله ما تريدون، فرصة ثمينة اغتنموها، للوقاية من مكر الناس، للوقاية من السوء، لكشف الغم، كشف المرض، ورد الغائب، لتسهيل الزواج، طلب الذرية والولد، لمكانة اجتماعية معينة، افزعوا لله بالدعاء، لحظات ما قبل الإفطار ثمينة، فرصة للاستزادة، للاستفادة من ملك الملوك، رب عظيم كريم غفور رحيم، لحظات مناجاة وتضرع، وخضوع، وخشوع، تفكر وتدبر وتأثير وتأثر، اقرع أبواب السماء بأكف الدعاء «والدعاء مخ العبادة».
ارفع الأيدي واجتهد بالدعاء، واشغل نفسك برب الأرض والسماوات، واستمطر فضله وجوده وعفوه بدعائك، اقتنص واستثمر لحظات النفحات الإيمانية، لحظات الإفطار لأنها لا ترد فيها الدعوات، وتقبل الله صيامكم وقيامكم وسائر عباداتكم، اللهم آمين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
07/05/2020
2355