+ A
A -
يقول الأستاذ محمد حيدرة مياه، الكاتب والناشط والإعلامي الجميل من موريتانيا الشقيقة، في أحد مقالاته الجريئة والدقيقة، والثرية والمثرية، والتي تعد ثروة للقارئ، وثورة على السائد:

من قريب اشتعل نقاش شديد الأهمية في وسائل الإعلام التركية، طرفه المجتمع التركي المسلم المحافظ والطرف الآخر بقايا من ميليشيا الإلحاد والشذوذ، التي مازالت تعيش سكرة أيام الهيمنة العلمانية والتغريب على المجتمع، بدأ النقاش حين قال علي أرباش وزير الأوقاف، إن الزنا فاحشة محرمة، وإن الشذوذ الجنسي انتكاس للفطرة وسبب للبلايا والرزايا والأوبئة.

فخرج أعضاء نقابة المحامين في أنقرة ببيان يهددون فيه برفع دعوى قضائية ضد وزير الأوقاف ويتهمون الإسلام بأنه دين رجعي، وأن ما قاله الوزير يخالف الاتفاقيات الأوروبية !

ظن المحامون العلمانيون أنهم سيكسبون الجولة وسيقهرون صوت الفطرة والدين مجددا كما فعلوا منذ 70 سنة، لكن السحر هذه المرة انقلب على الساحر، فالرأي العام التركي شن هجوما لاذعا على نقابة المحامين، وانطلق هاشتاك: «#علي_أرباش_ليس_وحده» غرد فيه مئات الآلاف تضامنا مع الوزير واستنكارا لبيان المحامين، ورفعت دعاوى ضد المحامين بتهمة الإساءة للإسلام.

الهجوم هذه المرة على ميليشيا الانحلال والشذوذ والإلحاد انطلق من ضواحي القصر الرئاسي !

وتبعه هجوم واستهجان واستنكار من حكام ومسؤولين كبار في الدولة التركية.

ووسائل الإعلام التي طالما كانت مسرحا للتيار التغريبي، ويبدو أن تلك الفترة القمعية انتهت في تركيا في عهد حزب العدالة والتنمية والرئيس التركي طيب رجب أردوغان، طيبه الله من طيب الجنة، وجعله من ورثة جنات النعيم، أما في دولنا العربية – الشرق الأوسط الجديد – تغتال الحكومات شعوبها، وتعتقلها، وتسجنها، وهذا نذير واضح للاستبداد، والجور، والظلم، من ميليشيا الإلحاد، وشذاذ الآفاق، من أنصار الخراب، واللصوصيين، والمتصهينين العرب، الذين سيملأون المنطقة بالخراب والغربان، وسيوجدون أوضاعاً اقتصادية متردية، واجتماعية منهارة متحللة، وسياسية فاسدة، وستكون نتائجها خطيرة على المنطقة برمتها.

يا سادة لنتعلم من تركيا – اعتبروا يا أولي الأبصار – واجعلوا مصلحة شعوب المنطقة فوق كل اعتبار، «ويل للعرب من شر قد اقترب» لابد أن يكون للشعوب موقف ضد الظلم والقهر والاستبداد والقتل الممنهج ! قبل أن تجتاحنا الفوضى الخلاقة، ويجتاحنا الخراب، ويحرقنا عود الثقاب..

وعلى الخير والمحبة نلتقي.


بقلم: يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
01/05/2020
2802